دواير
ديوان بالعامية المصرية
مايو 2003
فهرس

شاعر فى المهجر..
صوت صارخ فى البَـرِّية
دَوَايـر
رِيشه ..
الحـلــم
.. اللـه !
حَبِّة رمله
دور جديد ... (الشطرنج)
حدوتة النهارده
حدوته فى حب مصر ..
حاجات ..
فى الطياره
لــيـــــــــه ؟
شـحــَّــــات
حديقة ”الإنسان” بالجيزه ..
آهــات النهارده
الجناينى
فــراغ !
حدوتة الناس الغلابه
الـزمن ..
حدوتة التمييز
حدوتة الناس الغلابه أوى..
حدوتة الوحدة
حدوتة السكوت
عـايـش
حدوتة الحَـيران
ليكى .. يابـِنـْتى ...
الأخــبار
المــوت ..
حدوتة العيون
حدوتة الأمانى
حبـِّيت ..
حدوتة حـُبـِـك
حدوتة ليله قمريه
كلام فى الهوى
حدوتة القلوب (قصة قصيرة)
..

ألفريد فرج

الشعر فى بلاد الهجرة حنين للوطن. ولا أعجب من أن يغمض الشاعر المصرى عينيه فى المهجر عمـّا يحيط به من معانى وألوان الجمال ، ويصف لنا البيئة المصرية وهو فى أمريكا ، وينقد العادات والسلوكيات السلبية بروح الفكاهة المصرية الأصيلة.. ويشغب على أهل وطنه مشاغبة الحب والإعزاز ومشاكسة الصديق والعزيز.. ويصف ما يحبه فى بلاده وما يجذبه إليه ، وهذا وذاك ينبغ من حنين أصيل وحب غامر.
الشاعر الطبيب شريف مليكه يحيا فى الولايات المتحدة منذ عشرات السنين ويمارس هوايته المحببة وهى الشعر والفكاهة.
ولماذا لاتعجب معى أنه لم يتأثر بوالت ويتمان أو عزرا باوند أو غيرهما من الشعراء الأمريكيين ، وإنما هو مغرم منذ سنوات الدراسة فى كلية الطب بالشاعر الساخر بيرم التونسى وبالشاعر الغنائى صلاح جاهين.
ولاأعرف كيف جمع الشاعر شريف مليكة بين الأسلوبين فى تذوقه للشعر قراءة ً ثم كتابة.
كما لاأعرف شاعراً كتب بالعامية شعراً من غير تأثر بأحد الشاعرين الكبيرين بيرم وجاهين ، ولكن ميزة شريف مليكه أنه زاوج فى شعره بين السخرية والعاطفة.. فما أمتع هذا!.. لأن السخرية إثارة عقلية، والعاطفة إثارة للمشاعر..
وهذا فى الواقع مكمن الجمال فى ديوان شريف مليكه.
وشريف ليس أول الشعراء الأطباء المصريين، ورائدهم إبراهيم ناجى، وليس أول الإدباء الأطباء المصريين، ورائدهم يوسف إدريس..
فأتمنى له كل التوفيق فى الشعر وفى الطب على السواء، وأن يكون ديوانه الأول مع دواوين الشاعر الرسام أحمد مرسى المغترب فى نيويورك منذ عشرات السنين، الملمح اللامع لأدب المهجر المصرى الذى يجمع بين الحداثة والأصالة، الحياة فى الدنيا والشوق للأهل والوطن.
ألفريد فرج

صوت صارخ فى البَـرِّية
سيد حجاب
من بعيد.. جاءنى صوته الطيب المتأنى عبر سماعة التليفون: ”صباح الخير يا سيد.. أنا ألفريد فرج”. وهتفت متهللاً: ”ياه! يا صباح الفل يا عم ألفريد .. واحشنا ياأستاذ”.
والعم ألفريد فرج - كما تعرفون - واحد من الأساتذة الكبار الذين أقاموا بنيات المسرح المصرى العربى الحديث على الأساس الذى أرساه من قبلهم توفيق الحكيم ثم نعمان عاشور.
فى ستينيات القرن الماضى.. جاء ”ألفريد” على رأس كوكبة من الفرسان الحالمين (أعلاهم قامة إلى جواره محمود دياب ويوسف إدريس وميخائيل رومان) .. فملأوا - هم ومن تابعهم - حياتنا المسرحية.. وأضاءوا بإبداعاتهم الرائعة ليالينا.. ثم رحل دياب وإدريس ورومان عن عالمنا (رحمهم الله جميعاَ) .. وظل العم ألفريد بيننا فارساً وحيداً يواصل عطاءه وإبداعه.. ويثرى وجدان أبناء جيلى ومن تلاه من أجيال طالعة.. بسلسلة من روائعه المسرحية بدأت مع ”إخناتون”.. و”سليمان الحلبى”.. و”الزير سالم”.. و”جواز على ورقة طلاق”.. و”عسكر وحرامية”.. و”النار والزيتون”.. وتواصلت مع ”.. وتابعه قفه”.. و”رحمة وغابتها المسحورة”.. و”قاضى أشبيليه ورسائله”.. وماتزال إبداعاته تتواصل.. ومانزال فى انتظار الجديد الرائع منها مادام فى العمر بقية.. أطال الله لنا فى عمرك ياعم ألفريد.
واصل العم ألفريد حديثه التليفونى.. وأتانى صوته الطيب المتأنى يحكى لى عن صديقه الطبيب الناجح الإنسان شريف مليكه.. المهاجر من زمان إلى بلاد الأمريكان.. والذى يعشق الشعر والشعراء.. ثم أعطى السماعة للدكتور شريف نفسه - وأتانى صوته - هو الآخر - طيباً متأنياَ.. وحكى لى عن محاولاته الشعرية التى يريد أن يطلعنى عليها.. فامتلأ قلبى فرحا..
فالعم ألفريد - كما أعرفه - رجل ”حقانى” - لايقول إلا حقاَ.. ولايشهد إلا بالحق.. ولايزكى أحداَ بغير حق.. وقد عرفته - بحق - واقتربت منه إنسانياَ حين كتبت الأشعار الغنائية لمسرحية كان يعدها للرائعة شيريهان (شفاها الله) ثم حين كتبت الأشعار الغنائية لمسرحيته ”إثنين فى قفه” للفنانين المتحدين - وربما اختلفت أيامها معه فى بعض آرائه وبعض رؤاه.. لكننى أحببت نبالته الإنسانية كما افتتنت قبلها بإبداعاته المسرحية..
والدكتور شريف - كما أحسست من صوته الطيب المتأنى - قبطى نبيل كعم ألفريد.. وأنا هنا لاأستخدم كلمة ”قبطى” من باب التمايز فى الديانة.. فالديانة المسيحية الغالبة بين أقباط مصر هى الأرثوذكسية (الحقة أو الأصيلة).. وكل أبناء مصر الأصلاء - عندى وعند كل ذى نظر سليم - هم من الأقباط.. وحين قرأت قديماً قول مكرم عبيد بأن ديانته هى القبطية وأن ثقافته عربية إسلامية.. قلت ”.. لا ياعم مكرم.. القبطية لسيت ديناً.. والمصرى الحق.. ثقافته عربية إسلامية.. وسواء كان دينه الإسلام أو المسيحية الأرثوذكسية.. فهو قبطى الهوية والهوى”.. و...
.. وحين حكى لى الدكتور شريف مليكه عن محاولاته الشعرية التى يريد أن يطلعنى عليها امتلأ قلبى فرحاً. وحين قال لى أنه يكتب بالعامية المصرية غمرنى الفرح من ”راسى لساسى” كما يقولون.. لماذا؟! لأنه قبطى أرثوذكسى الديانة يكتب بالعامية المصرية.. وأنا منذ عهد الصبا الباكر أواظب على قراءة ديوان الشعر المصرى العربى - الشعبى منه والرسمى.. والمكتوب بالفصحى القرشية منه والمكتوب بالعامية المصرية.. وكان يدهشنى دائماً.. أنه منذ دخل الإسلام والعربية إلى مصر.. وإسهامات الأقباط الأرثوذكس فى ديوان الشعر المصرى العربى محدودة بل ونادرة..
وفى حين تمتلئ ساحات القصة والمسرح والدراسات الأدبية بالإسهامات البارزة للقامات السامقة والأسماء اللامعة للمبدعين من الأقباط الأرثوذكس أمثال سلامه موسى ولويس عوض ويوسف الشارونى وإدوار الخراط وجميل عطية وصنع الله إبراهيم وغيرهم.. فإن ساحة الشعر (وشعر العامية بالذات) تكاد تخلو من أصواتهم المتميزة..
ففى الشعر المكتوب بالفصحى القرشية.. لانجد شاعراَ قبطياَ أرثوذكسياَ قديماَ يطاول البوصيرى أو ابن سناء الملك.. ولا نجد فى عصر الإحياء والتجديد شاعراَ قبطياَ أرثوذكسياَ يطاول البارودى أو شوقى أو شكرى أو ناجى أو عبد الصبور.. ولكن مؤخراَ جداَ فى زمن قصيدة النثر.. تبرز القامة العالية للراحل الجميل إبراهيم شكرالله.. كما تبرز الموهبة الطالعة للشاعر الشاب الواعد جرجس شكرى..
وفى الشعر المكتوب بالعامية المصرية.. لانجد شاعراً قبطياَ أرثوذكسياَ قديماً يطاول إبن سورون.. ولانجد فى عصور الإحياء والتجديد شاعراً قبطياَ أرثوذكسياَ يطاول النديم أو بيرم.. ولانجد فى زماننا هذا شاعراَ قبطياَ أرثوذكسياَ يطاول صلاح چاهين أو فؤاد حداد مثلاً..
لكننا فى ديوان الشعر الشعبى المتوارث بالعامية المصرية.. يمكن أن نجد بعضاَ قليلاً من أشعار المراثى التى جمعها ماسپـيرو تعكس مذاقاً قبطياَ أرثوذكسياَ - كما يمكن أن نجد سيرة شعبية شعرية فريدة عن ”الشهيد مارجرجس” - سمعتها فى صباى من منشد قبطى أرثوذكسى صعيدى واسمه - إن لم تخنى الذاكرة - مكرم المنياوى. ولا أعرف إن كانت هناك بعض تراتيل الصلوات القبطية الأرثوذكسية بالعامية المصرية.. وحتى الإنجيل المكتوب بالعامية المصرية لم يكن إبداعاَ قبطياَ أرثوذكسياَ بل هو عمل منسوب لبروتستانتى إنجليزى هو وليم ويلكوكس.. و.. ولهذا كله.... غالبت فرحتى وأنا أطلب من الدكتور شريف مليكه أن يبعث إلىَّ بمحاولاته الشعرية المكتوبة بالعامية.. وقلت له ألا ينتظر منى كتابة دراسة نقدية.. فأنا لست ناقداً ولا أطمح أن أكون.. وحذرته - مازحاً - من أننى قارئ محترف.. من ذلك النوع الذى لايعجبه العجب ولا الصيام فى رجب.. وأننى أزن الشعر بميزان الذهب ولا أجامل فى الفن ولا أغالط ضميرى.. لعله ابتسم بسماحة من تحذيراتى هذه.. وهو يبعث إلىَّ بنسخة من هذه المجموعة التى أسماها ”دواير”..
ومنذ دخلت إلى ”دواير” شريف مليكه.. مع ”ريشه” فى مهب الريح.. وحتى خرجت منها مع هتافه ”الله!”.. ووجهه القبطى النبيل (الذى لم أره حتى الآن) يطل علىَّ من بين نصوصه - وكلمات العظيم البابا شنوده الثالث تملأ قلبى: ”مصر لسيت وطناً نسكنه.. بل هى وطن يسكننا”..
فشريف مليكه هذا القبطى النبيل المهاجر من زمان.. مازال مسكوناً قلبُه بهذا الوطن العظيم الذى يسكننا جميعاً.. هذا الوطن الذى علمنا التأمل العميق.. والسخرية الحكيمة.. والتوق إلى الخلاص.. يطل علينا من ثنايا نصوص حواديت شريف مليكه ”عن الناس الغلابه” وعن ”القلوب” و”الوحده” و”الليلة القمرية”.. و”النهارده” و”الأمانى” و”الحيران”.. و”العيون” و”حب مصر”.. إلخ...
إن هذا القبطى النبيل المهاجر من زمان.. يحاول جاهداً التحرر من اغترابه فى الزمان والمكان عبر”الفعل الشعرى”.. وقد أسـرتـنى - بشكل شخصى - عيونه البريئة بنظرتها الطفولية فى بعض نصوصه ”كالموت” أو ”الفراغ”.. كما هزنى صدقه وبساطته الإنسانية فى بعض نصوصه ”كحدوته فى ليلة قمرية ”.. لكننى - كما سبق وحذرته - قارئ محترف لايعجبه العجب.. ويزن الشعر بميزان الذهب.. والحق أقول لكم.. وله.. وللعم ألفريد.. أن هذه النصوص بكل ما فيها من وجع صادق وسخرية نفاذه.. وحكمة خفية موروثة.. هى عندى كنبوءات يوحنا المعمدان.. صوت صارخ فى البرية يبشر بالمخلص الآتى من بعد..
أيها الصديق القبطى النبيل شريف مليكه - هذه ليست دراسة نقدية وأنا لست ناقداً ولا أطمع أن أكون - هذه مجرد كلمات محبة لك أيها الصوت الصارخ فى البرية مبشراً بالمخلص الآتى من بعد.. والذى آمل أن تكون أنت هو.. بأشعارك القادمة.
سيد حجاب
القاهرة 2003/12/12
”إيديـَّا في جيوبى و قلبى طِرب
سارح فى غربة بس مِش مِغترب
وحدى لكين وَنسان و ماشى كِده
وبابتِعد... ما اعرفش... أو بأقتِرب
عجبى”
صلاح چاهين


دَوَاير .. دَوَاير ..
وَنا فيها حايـِـر
لا ليها لا أوِّل
ولا ليها آخِر..

وعَيِّـل يلِفْ وعاوز يدوخ
ويفضل يلِفْ مسيره يسُوخ

ويكبَر .. ويعمِلْ
مع صحابُه دايرَه
وجُوَّاها تِفضَلْ
حبيبته اللى حايرَه
تِحاول .. تحاور
لَتفْلت إيديهم
وتِفضل تناور
وتِصعب عليهم
يضُموها ليهم
واهى الدايره سايره

ويـِكبر .. وتـِكبر
معاه الحبيبه
تدور الدواير
تِـفـُك الضفاير
مشاعر عجيبه ..
ويسْهر يفكر ..
بإيه راح يعبَّر ..
ع الحُب اللى فايرْ ..

يدُور القمر
على الأرض دايره ..
ويحلى السَهَر
ما بين البَشَر ..
ويسهر ينادى
مايقدر ينام
يدور الكلام ..
ويرجع له فاضى ..

فى دايره يطوف
ويبعد بعيد
لعـَالـَم جديد
وعينـُه تشوف
ويجمع قطـُوف
ويهنا له بال
فى ضحك العيال
ومَجلس رجال ..
ويرسم حروف ..

ويفضل يدُور
يعـَدِّى ف بحور ..
يشرَّق .. يغرَّب ..
ويرجع يقرَّب ..
وح يقول لمين
بإنه سجين
فى دايره يدُور ..
دَوايـِر .. دَوايـِر


ريشه ف مَهَب الريح
تنفخها فوق
وتطير لفوق
ولمـَّا توصل للقمر
تبعت لكل الريش خبر!
أنا عِليت فوق البشر..
أنا ارتقيت فوق الخطر..

ع القمه وحدى
ف الضلمه عندى
قـَمـَر .. ينوَّر لى أنا
والفـَجـْر .. دوَّر فى الفنا
مالقاش مكان .. قام جه هنا
قال لمـَّا افوق م النوم .. أنا
الشمس تشرق لىَّ .. أنا
تحرق بنارها
كل الليالى المُحزنه
والشجره تطرح .. لىَّ أنا
هى وثمرها
مالهمش هَمْ .. غيرى أنا
والريح فى يوم
ما فيهوش غيوم
إتسـمـَّـرت ..
واتشـمـَّرت
كل السواعد
واتورَّمت..
من حر واعد
والدم يغلى .. ف العروق
والشمس تكوى .. بالحروق
والضِّـله تِئوى ..
والحلق جَف
والخلق لـَف
مناديل تشف
م الجبهه سيل
وطريق طويل .. واليوم يميل

والدنيا تسكت ..
والريشه تسقط ..
ما هو أصل تِقلت ..
مش قادره تثبت ..
والريح معانده
سايبه المكان ده
والريشه سانده
على ضهر تانده
نزلت ف ثانيه
على دنيا تانيه

سابت سماها
وقرَّبت م الأرض
وتراب ناداها
إتـَّـرَّبت .. وده فرض!
بس أمـَّا جاها
شعور بيأس
قالت لابأس
أنا عشت يوم بوجاهه

وفجأه قامت
الريح وصالت
والريشه طارت
يحرسها إللى سجاها

ماشى ف طريق ظلمة
والنور فى كل مكان
تاهت فيه الكلمة
وأتغرب الإنسان

حسيت ف قلبى بخوف
ولقيتنى فجأة جريت
فكرت لازم أشوف
ولعت عود كبريت

وسندت على حيطة
ولسه مش شايف
وسمعت صوت ظيته
منهوك أنا .. وخايف

د ققت بعينىَّ
بان لى الطريق مليان
والخلق حوالىَّ
م الضلمة كالعميان

بيخبطوا ف بعضهم
ما هو أصل مش شايفين
ويدُوروا ف محلهم
وم الضلام خايفين

ماتت فى إيدِى النار
والضلمة تغشانى
مديت إيدِى بإصرار
ولـَّعت عود تانى

قابلت عينـَىَّ عيون
وسألت فين بكره
وسمعت نوح وشجون
وندم على ذكرى

ده كان شارعنا زمان
هو الكبير في البلد
واللى بناه فنـَّان
بين الخلايق .. ولد

ع القمة كان فيه فنار
يهدى الخلايق لِـيه
للدنيا كان نوار
والدنيا دانت بيه

وف يوم جت الغربان
وعششت حواليه
وخاف أبونا – زمان
واتسمرت رجليه

غطت جناحاتها
نور الفنار بالليل
والضلمة خبتها
ويمر ليلنا طويل

ف الضلمة جانا الغول
حطلنا ميت فرمان
وسمعنا ناس بتقول
إحنا مع الغربان!

ويقلدوا الغربان
دمسوا المنابر دمس
واتلفحوا بقفطان
وسدوا عين الشمس

غاب عن عيوننا النور
واتبدلت أزمان
وإزاى عايزنا نثور
ما هو أصلنا غربان

وصرخت .. لأ ده ضلام
ف عينيكو ليكو زمان
فوقو بلاش أوهام
ما نتوش من الغربان

يا أهل شارعنا
غربان زمان طارت
وف الظلام ضعنا
شمس الشموس غابت

الحل هو النور ...
هو اللى يضْوى البيت
ويزقزق العصفور
والقانى فجأة .. صحيت

لـَمـَّا نشوف أول شـُعاع
والشمسْ تِهمِس للقمر
كِلمة وداع ..
والضَّىْ يلمس الشجر
والورده .. والبيت .. والحجر
.. النور ح ينشر الخبر
ع الكل ذاع ..
مشهد يدوب فيه النظر
نقول .. اللـه!

ولـَمـَّا نسمع كِلمه حلوه
من فم شاعـر..
ولـَمـَّا هَـزِّت القلب غـنوه
صَحـِّت مشاعـر..
لـَمـَّا بيرتعش الوتر
على صدر عود ..
ولـَمـَّا بنلوم القدر
على حُب فات
لو كان يعود
ولـَمـَّا ناحت النايات
تطرب ودانـَّا بالآهات ..
نقول اللـه!

لو نِسمه مَسـِّت ع الريحان
شالت عـبـيـرُه ف طيـَّها
طارت .. ومَسـِّتنى بحنان
والقلب داب ف عِطرَها ..
لـَمـَّا يمامه ..
بيضه لون بدر البدور
حَطـِّت قـُبالنا ..
ولو غمامه
مّرِّت .. ويملى الدنيا نور
ينطق لساننا
يقول .. اللـه !

جـُوَّانا نفحـَه
م الإله ..
على طول بتِصحَى
لـَمـَّا توشوشنا الحياه
وتِـنـتـشـِى فينا العقول
ونبتدى نحاول نقول
ما يخرج مِنـَّا غير صلاه!
نقول .. اللـه !
صَدَفـَة تعافِر
موج البَحْر
فين قوتها
وفين الصخر

وف يوم مُوجه
عَمَلِت عَمْـله
وسط الهوجه
صَبَحِت رَمله

حَبِّة رَمله
جُوا محار
صبحت عامله
لولى فى سوار

وكمان حبَّه
نامِت ع الشط
مَرِّت شابه
بفرحه تنط

مالِت تملا
بلهو طفولى
إيدها برَمله
انفرط اللولى

حَضَن الرمْـل
اللولى .. بشوق
لمُّوا الشمل
وناموا بهدوء

حَس اللولى
بدَفا م الرمله
بس إحكولى
الحدوته كامله!

مدت إيدها
اللولى تغَرْبل
بين صوابعها
الرمل بينزٍل

نفخت .. طارت ..
آخر حبَّه ..
بعد ما كانوا
إتلاقوا بحبـَّـه

واهى من يومها
رمله ف شط ..
واللولى ..
ف خزانه ينـْحَط ْ
دور جديد ...
(الشطرنج
)

فيه حصان .. ووزير ومَلِك وغفير
لو كنت أمير أو كنت فقير
راح يسمعوا ليك شُبيك لـُبيك
مطرح ما إيديك ح ترُوح .. ح نرُوح
وح يفدى الفيل مَلِكـُه بالروح

وده لون الليل .. وده لونه صباح ..
بعد الدور ده ح نقعد نرتاح
فى العـِلبه.. بنتكوِّم فوق بعض
و ف الـلِعبه بنترصـَّص عن بُعد

ومَلِك أسمر واقف زنهار
جُوَّه مربع أبيض يختار
مين رايح يهجم والخطوه قرار
وساعه يقرر ح نفـُر فرار
إلحق ياوزير واحمى الطابيه
وقعت من فيل! يانهار كوبْـيَه!!

ويمر الليل .. مشواره طويل..
والملك الأبيض سرحان
مش واخد باله إن حصان
أسمر سهتان
ورا جوز فرسان
عامل أراجوز
فى الحرب يجوز تِعمل تـَعبان
والخطوه سليمه مش قوه عظيمه
لكن .. شجعان ..

ماشيين.. ناويين.. وبعزم دفين
راح تتشقلب كـُل الموازين
اخترعوا كمين
ولا لوش أخـِّين
ع الملك الأبيض هاجمين
وبخفه.. ينط حصان ليمين
يا مَلِك ما تكِش.. وزيرك فين؟
ماخلاص إنحَش.. الطابيه تخـُش
تعمل قـَلـَبان..
ويروح فارس م الفرسان
يدبح حارس مش داريان

والملك الأسمر فرحان
على طول راح أصدر فـَرَمان
إنه يرقى فارس غلبان
قائد طابيه.. من الأعيان
ويدُور شرْبات
وعيال هايصه وزغاريد نسوان
وتمُر ساعات
والملك الأبيض حيران
من بعد ما مات
كاتم أسراره الإنسان!
اللى بيطعِم كـُل جعان!
وبيروى الشعب العطشان!
ولا ّ مهارته فى الميدان!
وازاى بيقود الفرسان!

وف وسط البـُكا والأحزان
لـَمَح الملك الناحيه التانيه
فارس.. شايف آخر الدنيا
باصص.. عارف إنه ف ثانيه
من وسط اخواته ح يتنَـقـَّى
ولأعلى مراتب يترقىَّ
بس الموضوع محتاج زقــَّه
والطابيه.. مش ح تقول لأ..

كِش مَلِك
وفيل حِرك
وِقِع.. بـِرِك
زى الجمل
م اللى حَمَل
قطع الأمل
ف راحه.. بعد يوم عَمَل

نهايته.. يتهادى الحُصان
وفوقه فارس الفرسان
وتبتسم كـُل الأزمان!
وبضربه.. يقضى ع الطغيان!
وتوته توته
وزىّ زمان..
ح يجوزوه بنت السلطان!
الناس ما عادتش بتضحك
شبعانه قلق.. مليانه شك
إمبارح ... يوم مُستـَهلك
وقالوا لبكره: ما نِستاهلك

أكل العيش قال لى أسَرْتـَك
بين تِرْس عَجلتى حَشرْتـَك
إنت واخوك وابنك واختـَك
ح تاكل إيه.. إنت وبخْتـَك

جسمى ضعيف.. عضمى مفكَـك
مش قادر أفلت من فكَـك
معقوله ح اعيش كده عَبْدَك
ح امسك ف حبيبى ونعاندك

فينك يا حبيبى.. مش لاقيَّـك
إرفع صوتك.. مش سامْعَـك
مهما بَزَعَّق وانده لك
الدوشه عَزْلانى عَـنـَّـك

خدنى يا حبيبى ف حُضْنَك
سوا نغسل حـُزنى وحُزنَك
من غير حبنا راح نهلك
الدنيا ضلام.. مش شايفَك

وحدى بقيت.. وبقيت وحْدَك
عَتـْمه.. مش باينه ملامحك
يمكن إيدى تِلـْمس يدَّك
وح نرجع سوا.. تانى نضحك
سألونى قال بتحب مصر
أنا قلت واللـه باموت فى مصر
دى ورده فايحه
وشمس لايحه
ونجمه ساطعه فى كل عصر

بس فين ألاقيها
فى الخيال باناجيها
بعد شوق
طِرت فوق
قـُلت واللـه أنا أجيها

من زمان مِتغـرَّب
بالحنين متشـرَّب
بس هانت
قـُلت دانت
واللقا أهو قرَّب

ونزلت على أرضها
بالحضن راح أضمها
قلبى قال لى
هىَّ إللى
ح تضُمـِّنى لحضنها

حسـِّيت فى إيدها بشوك
وعيونها بيحاسبوك
والبَسمه صَفره
والجَوْ عَفَره
والناس خلاص نِسيوك

دوَّرت ع العنوان
ع البيت وع الجيران
على رُب سوس
والعرقسوس
واشرب هنا يا عطشان

بنت الجيران هاجرت
والسكه دى إنسدت
أصل الوزير
وقـَّف غفير
وحاجات كتير جَدِّت

الشارع إتغيـَّر
ولقيتنى متديـَّر
تاه الكلام
وسط الزحام
الغـُربه دى تحيـَّر

سألونى تانى تحب مصر
بس رُحتى فين يامصر
المكان .. مش هوَّ
والحبيب .. مش جـُوَّه
والعصر غير العصر
فيه حاجات تبات
وحاجات .. لو سبتها
تِخْـِلـف آهــات
وحاجات أهم من حاجات
ونفتكرها من الحاجات..

وحاجات نعوزها
وحاجات نجوزها
وعُمرى ماندم
عاللى فات!..
والحاجه دِىّ .. مش ليك.. دى لىَّ
اياك تقرَّب .. م الناحيا دىَّ ..
وده عنده حاجه
باعها بسذاجه
راحت .. ولن ترجع إليه
والشيخ خفاجه
طلعت له حاجه
ف دماغه خلـَّصت عليه!

وحاجات نصونها
لايخبَى لونها
وحاجات بدونها ..
تِحلى الساعات!

وحاجات جمالها
يـِمْـلـَى العيون ..
وحاجات قـُبالها
من فقر حالها
ما يهمـِّناش .. لو يوم تهون
وحاجات بتسعى
الناس وراها
كل إبن تسعه
بيروم لقاها
وبخطوه واسعه
ح نكون معاها
ونغنى غنوه
سامع غُناها

وساعات بنِخْتِلق حاجات
عشان ما نكسر السكات
ونقول حاجات
م الذكريات
وازاى بتتـْبَدِّل حالات

دُنيانا مليانه بحاجات
متكوِّمه.. زى التِلال
ولمَّا ننوى ع العزال
نفضل نلملم فى الحاجات
وكمان نلاقى فيه حاجات
مالهاش لزوم فى أى حال
ونسيب ورانا كوم حاجات
ونمشى شايلين الحاجات
متكتفه بقوِّة حبال
متأمـِّنه بعزم الرجال
وأول ما نحط الرحال
نبدأ نرصَصْ فى الحاجات
ونزيد عليها.. حاجات جديده
عشان قلوبنا .. تكون سعيده
لمـَّا تحوَّطنا الحاجات!
طيرى .. طيرى
يا طياره .. فوق
إرفعينى دا نا قلبى كله شوق
ع الشفايف بسمه حلوه
عقلى والإحساس ف خلوه
والفؤاد فِ لحظه .. مليان بالهدوء

طيرى بىَّ ..
واطلعى فوق السحاب
وإقفـِلى ع ا لدنيا تحتى ألف باب!
من ورا الشبـَّاك رأيتها
صامته .. كل الناس سابتها
كل ما نبعد بيخفيها الضباب!

طيرى بىَّ
واعلى فوق كل الشرور
زى ما تتسامى
حبـَّة البخور
بس لسه جسدنا طين
صوت بيعلن له رنين
”إيه ح تاكل ..
ولا ّ تشرب م الخمور ..
ليـــــه؟
ليه ندور عن ردود
وبعد ما نبعد نعود
ليه تغيب الشمس عنـَّا
وع الجميع ضلام يسود

ليه بعد ما نشبع نجوع
مهما كنا من مداين أو نجوع
ليه مانيش سامع إجابه
ليه قلوبنا تزيد صلابه
لو أخدنا .. ولو بطوع
لـُقمه من إيد الغلابه

ليه الصُغيـَّر
برضه يوم
يصبح كبير
مش بإيده
لولا سيده
ما كان يصير
ليه نغيـَّر أو نلوم حتى المصير

ليه نقول كلام جرىء
ليه ندافع عن برىء
ليه ننط فى بحر عاتى
لو لمحنا يوم غريق
ليه نساعده ف محنته
دا انكتب على سحنته
مهما يمشى ف سكته
يوم ح يخلص به الطريق

ليه ننام كل ليله ف عمرنا
ليه بنرتاح
ما التعب فى طبعنا
ليه بنسعى للنجاح
إيه ح نجنِى م الكفاح
أصل يابنى
مهما تجنى
مين يرَجـَّع اللى راح

ليه بنستنـَى النهايه
داحنا كل ما نلقىَ غايه
بعد ما نتعب ونضنِى
نجرى تانى م البدايه

ليه وليه الأسئله مابتنتهيش
ليه بنحسب إن فيه ويطلع مافيش
ليه بنكدب
ليه بنسلب
حق غيرنا .. لو ما شافناش الشاويش

لو لقينا جواب لكل الأسئله
ما فتكرش خلاص نحل المسأله
أصل بكره
ألف فكره
تانى تيجى وبرضه تعمل مشكله

حـُب .. ما تحدُّوش شروط
عِشره .. ما فيهاش الضغوط
نـَطـَّه .. ما بعدهاش سُـقوط
للـه يا محسنين...

لــُقمه .. ما معاهاش مراره
فـُرصه .. ما وراهاش خـُساره
لـَمسه .. مِـن يَــدْ بحراره
للـه يا محسنين...

ضحكه .. من جوا القلوب
صـُحبه .. لتهون الدروب
نـَظره .. تستر العيوب
للـه يا محسنين...

كِـلمه .. بتلـَملـِم جراح
شوق .. يرَجـَّع اللى راح
حـُضن .. يحمى م الرياح
للـه يا محسنين...

حـَسـَنه ما تبقاش قليله
لو شـَدِّت النـَبْتـَه الهزيله
لو تِبْدِل الصًبـَّار خميله
للـه يا محسنين

أقفاص خياليه
بانِت يوم لىَّ
دَقـَقت أشوفها
صبحت لى جَـليَّه

أقفاص ف جنينه
فيها لوحدينا
والوحده نعيشها
والناس حوالينا

أقفاص مسحوره
م العين مستوره
ما لقيت أوصافها
ف كتاب مذكوره

أقفاص فيها ناسها
والناس حـرَّاسها
ولاتغفل عنها
لاتـنام ولاتـِسْها

أقفاص حَـبسانا
أسوار حَـدَّانا
والناس من خوفها
مأسوره .. جبانه

وما بين قضبانها
بصت لجيرانها
لِقيتهم سُـفـَـهَا
نِـسيت أحزانها

ولـَقيتنى سعيد
مع أن أكيد
الحَـبسه عارفها!
والسجن حَـديد!

آه .. لو كانت تعود
أيام زمان ..
لو تـِتـْـشَـد القدُود
لو تِـخضـَّر العيدان..

لو ترجع القلوب
فايره بمشاعرها
لو مَـسـِّـت المحبوب
ينشِد بأشعارها

آه لو تـقوى السواعـد
وتشيل كل الحمول
لو بكره .. لسه واعـد
وكتابنا فيه فصول ..

لو يومنا يبقى بـُكره
جايز .. ح نغيـَّره
واللى فى قلوبنا ذِكرى
حاضر .. ح نصيـَّره

بس .. بارجع أخاف
لايعود زماننا بـِـيـِـنا
ويبان أن الخلاف
مش م الزمن وماضينا

أنا نفسى نتصالح
مع يومنا ونصفى له
وما نعشق امبارح
ياما ناس زمان قالوا ..

آه لو كانت تعود
أيام زمان ..
لو تتشد القدود ..
لو تخضـَّر العيدان

جانى الجناينى يغنـِّى
ياليل وياعين
لـَفْ الجناين فى المداين
وفى البساتين
داير.. يدَوَّر
على أحلى ورده
شافتها العين
طاير بفرحـَه
وعيونه سارحه
وف إيدُه طـَرْحـَه
ح يلف فيها
ورده.. ماليها
وسط الورود.. أختين!

جانى الجناينى ينوح
ف يوم تانى
وَجَع القلوب ويبوح
ويلقانى..
شـُفت الحبيب مجروح
خـُفت لا تِدِمى الروح

قال لى أخاف لا ف يوم
من تـُقل هم الهموم
تِملا سمانا غيوم
يِـِخبـَى قـَمرنا
ويطول سَهَرنا
ودارنا..
ما تنوَّرهش نجوم
خايف لاتدبل وردتى
دى نور طريقى فى دنيتى
دى كل سعدى وفرحتى

ويمـُر يوم واتنين
وتـنسـِّم البساتين
فى الجو عود ياسمين
والشمس تِضـْوى العين
والحـِس رَق
والقلب دَق
والحق قال..
وجناينى مال
وف إيده ورده
طاير بفرحه
وعيونه سارحة
وف إيده طرحه
ويلِـف فيها
وَرده .. ماليها
وسط الورود.. أختين
فراغ جـُوَّانى
يكبر ويكبر.. ويملانى
وأنتِفِخ زى المنطاد!
وأطير.. وأهيم
وكأنى م الفرحه طاير
والنار جوايا
هىَّ اللى شايلانى

الشمس تَهمس
بدفاها..
يسمعها قلبى
وألاقى جنبى
جنْ.. وإنس..
شلة أ ُنس
تاه منها الهمس
يتلامسوا بالسكاكين!
يتهامسوا بـِبـُكا وأنين!
واحد يقول: عاشت حياة الحرية!
وتغور فى داهيه العبوديه!
فاهم ياد إنت يا مفتـَّح!
ولا تكونش إنت ولِيـَّه!!
مين يعنى هى أمريكا؟؟
دى بلاد بتستعبد فيكا!
والمرجَـله.. والجدعنه!
ماتجيش بغير الفرعَنَه!

وعيال بتجرى قـُدَّامى
رجليها حافيه
وقلوبها صافيه
هتفوا بغنوه.. من حروف
متنغـَّمه بدقْ الكفوف:
الحب له عيد
والأهلى حديد
مع حظ سعيد
والعيشه دى فـُلـَّه..
لفينا ودُخنا
فى الحرْ وسـُخنا
وفلافل سـُخنه
إشرب م القـُلـَّه..
الميـَّه بتروى
والجدَّه بتروى
حواديت عفاريت
وسريرها بمـُلـَّه!..

وخـِلـِص الجدال
وبـِعدوا العيال
مزيكا رقيقه
بتزغزغ قلبى
وذبذبه بتنساب
جـُوا عروقى..
تحت الجلد..
تحت اللحم..
جـُوَّا عضامى..
تِهدا حرُوقى!
وافضل لوحدى
أتأمـَّل..
فى حجم الفراغ الجـُوانى

قالوا لى عم فلان تعيش انت
خرج من الصبح ف إيده شنطه
رايح يبيعها لصاحبه ف طنطا
يسدد بتمنها الأقساط

قام على طول يرجع للبيت
صَرّ فلوسه بإبره وخيط
صاحبه مسِك فيه أوى وياريت
كان يسمع منه ويبات

بيقولوا قال خبطته عربيه
وناس قالوا سرقوه حراميه
أصل لقوا جتـِّته مرميه
فى الشارع كلها كدمات

لقيوا فى جيبه تلاته جنيه
وبطاقة وحجاب يحميه
بس ما فيش جزمه ف رجليه
إبن الكلب أخدها وفات

لما سمعت أنا رحت قوام
على بيته أشوف إبنه حسام
ح يدفنوه إزاى.. وبكام..
وقوام.. ده يعفن لو بات

سمعت أنا النسوان بتعدد
مكانشى أحسن بقى لو يقعد
ف بيته وسط عياله ويهمد
طب اهُـه ساب كوم لحم ومات

قلت ف سرى هى دى عيشه
داهُـو نـَفـَد.. أمَّا دى تحشيشه
نزلت القهوه أشِدّ ف شيشه
وطلـَبت على روحه شربات
..
تيك .. تاك .. تيك .. تاك
الساعة كام ويَّاك ؟
فاكر الزَمن ينساك ؟
تيك .. تاك .. تيك .. تاك
لو باب تِسِد وراك
ح يخش م الشباك
تيك .. تاك .. تيك .. تاك
زعلان من اللى أزاك
وبكلمه قاسيه ناداك
تيك .. تاك .. تيك .. تاك
إرمِى الكلام ده وراك
تِلقى الزمن نسـَّاك
تيك .. تاك .. تيك .. تاك
واللى ف يوم بكـَّاك
يوم تانى .. فرحه سقاك
تيك .. تاك .. تيك .. تاك
ح تخلـَّص اللى وراك؟
بعدين تلاقى هَناك؟
تيك .. تاك .. تيك .. تاك
وح تعمل إيه لو جاك
الموت وما استناك ؟
تيك .. تاك .. تيك .. تاك
تيك .. تاك .. تيك .. تاك

يا مجنونه يا طماطم
والتانى يقول لك قُوطه
أو منشفه للهانم
وساعات يقول لك فوطه

أو ساندوتش فلافل
ولا ّ بشلن طعميه
لو كان فى مصر ح ياكـُل
ولا ّ فى اسكندريه

ودى ماشيه ع الرصيف
وده ع التيلليتوار
إيدها ف ايده .. يالطيف!
رايحين نفس المشوار!

والحاجه دى ببريزه
ودى بنص ريال
دى جـِبتها م الجيزه
وديه من العسال

وده يقول أنا أحسن
من ده وأنا زعلان!
أنا مُمَيَّز جدا ً
أنا أصْلى إبن فلان

وفلان ده أصله صعيدى
وده أبوه فلاح
وده كان جده ياسيدى
جه من فرنسا وراح

علمونا التمييز
ع الهايفه نتصدر
أتراك وإنجليز
والقلب متكدَّر
.
يوم حر لافح
أنا كنت رايح
أعمل مصالح

لمحت فالح
ضارب وناطح
ف صالح طالح

قربت أصالح
لقيته طايح
هايج وجامح

كان غضبه واضح
أنا قلت صارح
قام قال وفاتح

قسماً لفاضح
أبداً ما سامح
دا وضع جارح

دنا من امبارح
كاتم وسارح
جـُوا الجوانح

أنا ليك ح صارح
طول يومى أناطح
ولِـيلِى أكافح

الفقر دابح
ونا دَمِّى سايح
وغضبى جامح

على كارُّو سارح
أبيع موالح
بالعافيه رابح

قام جانى القارح
ده ليلة امبارح
قال اللوايح

ليك ما ابقى لامح
من يوم ورايح
وبلاش فضايح

ح نِـبـْدل مطارح
بأجمل ملامح
ونبنى المسارح

هجموا الجوارح
عسكر يكافح
ع ا لحرب رايح

ومسكنى ناطح
لدماغى فاتح
وكرامتى ماسح

قول لى يا ناصح
إن كنت لامح
عن حل واضح ..

شاعر إنى وحيد
فى الدنيا شريد
ولوحدى أهيم

حوالىَّ الناس
زى الحراس
لازم أمشى سليم

رابطين جـِـيدى
لاويين إيدى
عملونى بهيم

لمَّا أبقى لطيف
وكلامى خفيف
يدُّونى برسيم

بس ياويلى
ياسواد لـِيلـِى
لو ما ابقى حليم

على طول ح اتهان
وح ابات سهران
وماالاقى نديم

نفسى لو أضرب
نفسى لو أهرب
من كل لئيم

عامل خِلـِّـى
ماشى ف ضِلـِّى
وبسِـرِّى عليم

وف لحظه يقوم
يجرح ويلوم
والجرح أليم

مسكين يانا
ماسكين دانـَه
ونازلين تهديم

تجريح وصياح
لازم تنزاح..
كما كـُشك قديم

شافوا من برَّه
قالوا حاجه ساره
م الحزن عديم

نسيوا ف ثانيه
مال الدنيا
حبة ملاليم

شاعر إنى وحيد
فى الدنيا شريد
ولوحدى أهيم

فى يوم عقيم أجدب
لقيت حالى مقلوب
قلمى اللى كان يسهب
صَبَح حَجَر مصبوب

أنا قلت له ما تكتب
ع الصبْ والمحبوب
قاللى عايزنى أكذب
بالحزن أنا مضروب

طب قلتله ما تكتب
ع البخت والمكتوب
قاللى عليك بعتب
فى فكرى شئ مرهوب

شايف قـَوى بيضرب
عَيـِّـل بيحدف طوب
خايف أوى لا يتعب
ولا يرجع المسلوب

يا واد يا ”عايش”
صوتى إتـنـَبح
روح هات لى فايش
وكيس بـَلـَح
ما يكونش بايش
يللا انكِشـِح

”عايش” يطير
زى الحمامه
فوق السرير
يلقى البيجامه
ع الشيخ ”بدير”
”عَطفة سلامه”
”حوش الوزير”
”فـُرن الكرامه”

يدخل يمين
وسط العجين
يلقاه يلـِـتْ
وريحه فِـلِـتْ
ماليه المكان..
وبطرف عين
يلقى”اسماعين”
إبن الجيران
شايل طاجين
من غير ودان
بيشـُر دِمعه
وتعوم فيه فـَخـْدَه
أصل أخت سـُمعه
ع العـِزّ واخده
وكـُل جـُمعه
نفس المناهده

يا شيخ ”بدير”
فين الفطير؟
عايز شويه
من ده ، ومن ده
لكن مافيش
دَفـْع النهارده

ويلف ”عايش”
ف كيس كبير
لـَفـِّـة خمير
وكيلو فايش

وتفوت ”سهير”
سارحه بغوايش
والكـُحل راسمه
والشـَـعـر هايش
وقميصها كاسمه
وتدور تناغـش
يخطف له بَـسمه
من وسط واغـش

”عايش” يعـَدِّى
”شارع نوبار”
ف طريق يوَدِّى
لسوق الخضار
وف لحظه يسمع
دَوْشه وزعيق
يحصل تجمـُع
سَدّوا الطريق
وبتاع بيلمع
وله بريق
يظهـَرْ ويخـْـفـَى
يلمـَعْ ويخـْبَى
ويبان شويه
ويغيب شويه

وبـَصْ ”عايش”
ع الناحيه دىَّ
واحد بقايشْ
يضرب وليـَّـه
والناس تحوش
عنها بإيديها
زى الوحوش
يهجم عليها

”عايش” يخـُش
لـَجـْل الفضول
دُكان ”دًغـُش”
”مَلِك البقول”
فى العيد يرُش
حـِنـَّـه ونقـُول
إيه الحكايه؟
أصل الخناقه
هى البدايه
مـَكر وحداقه

كات الوليـَّه
عامله وَليـَّـه
من الولايا
تـِكشف خبايا
وبالهدايا
تـِفصِل قضايا
وجالها أخونا
يطلب مـَعونه
فى الجيش خادونا
وسـَـلـِّـمونا
عـُهدة سـِلاح
لـَكنـُه راح ..
والعسكريه
مافيهاش سماح!
ح اعـرَف منين
صاحب الإيدين
البطـَّالين؟
”عبد المعين”
قال لى ”الحـُسين”
والأولياء الصالحين
وخالتـُه ساكنه
فى ”النحـَّـاسين”
وف ليله داكنه
مِـن اسبوعين
جينا ”الحـُسين”
راجل سِـمين
شاف ارتباكنا
قال انتو مين؟
لكن بـِلـَكنه ..

”عبد المعين”
سأله منين
”حارة الأمين”
فيه شيخه ساكنه
تدخـُـل يمين
عَـربيه راكنـَه
بعدين يمين
وخطوتين
تطلع دورين
ح اتلاقى باب
فوقه حجاب
لما انفـَتـَح
قـَلبى انشرَح ..

ريحة بـُـخور
تـِملا الصدور
ودَعوه ..
تِبعد الشرور
ولجل ما يـعـُم
السرور ..
هات لى زُرار
من بـّدله مـِيرى
وتدُقْ زار
وتزُور مـَزار
وتجيبلى ورقه
بميت جنيه
وصَحـْن مَرَقه
وريشه زرقه
ولجل ما تِعتر عَليه..
حُط الحِجـَاب ده
تحت المِخـَدَّه
ورُشْ رَدَّه
تحت السرير
وفى المنام
ح يجيك أمير
قول له قـَوَام
بعد السلام
على اللِى تاه
ومين خـَـفـَـاه
وروح مـَعـَاه
زى هواه

يصبَح صباح تـِلقـَى السلاح
وتقول ده حىّ على الفلاح

بَس النهاية المؤلمه
أولها وَدّوه العريش
وبعد حُكم المحكمة
خللوه بَقـَى حـِتـِّة شاويش

أمـّـا وليه مـُجرمه!
خـُد دوق يا”عايش” م الياميش
سَلـِّم ياواد .. على أبوك
وقول له ”فايز”
جوز بنت اخوك
بيقول له جايز
يخـَرَّجـُوه لحـُسن السلوك

ويمُر ”عايش” ع الميدان
ويقول ما اطـُل على بُويا
أشرب لى حاجه فى الدُكان
أقـْدَم محل يبيع بُويَه
وبفـَخر يقرا .. وألاطه
”بويات الأسطـَى شحاته”
”ووَلـَدُه عايش”
ويحس جُواه بغـَتـَاتـَه
للضحكه حايش
ده يعنى اسمـُه ببساطه
”عايش شحاته”

ويعدِّى ”عايش” الميدان
يوصَل ”لشارع الخَزّان”
وشمال كمان
إزيك يا معَلـِّم ”يونان”
كيلو بلح م الكهرَمان
جـَرَّب يا ”عايش” البرتقان
أصْلى النهارده مش جعان!

نفسى تقول لى هنا أعيش أحسن
ولا ّ هناك لو أكون يستحسن
حد يقوللى قوام بقى لحسن
عقلى خلاص ح يشِت ياناس

صوت بيقول لى لتـنين واحد
بس سألت إمبارح واحد
هو واخوه قالوا بصوت واحد
لو تقعد هنا .. راح تنداس

واحد صاحبى كان موجود
قاللى إياك تغلط وتعود
دانت هنا ح تكون مسعود
ورجوعك لهناك وسواس

على كده حالى من كام يوم
قرب يهرب منى النوم
عندى أمل الحال ما يدوم
لحسن كده فاض بىَّ خلاص
(سبتمبر2001)
غـَضـَب مالينى
لو تسألينى
يابنتى أقول

كان ياما كان
كان فيه زمان
بُـعبُـع وغـول

راجل بلحيه
قالى انت تـِحيا
لو كنت أقول

فى الحِتـَّه دىَّ
والفـَضـْـل لىَّ
ودى الأصول

بس أن تفوت
لازم تموت
ولن تنول!

وده يسَايـِـرنى
واللى يعايرنى
لوكان يطول

وحلـِمـْت اكون
حـُر وماهون
قادنى الفضُول

لبلاد بعيده
وحياه جديده
.. مرِّت فصول

ولقيتـِك إنتِ
أول ما بـِنتى
بان لى القـُبول

تاه الحنين ..
مـَرِّت سنين
فـَلـِّت فلول

وف يوم صحيت
م النوم لقيت
مارد .. مَهـُول

اللى زمان
سرق الأمان
وطـَفا العقول

هَجَم علىَّ
ورَبَط إيدىَّ
أعلن وصول

إلِـلى نيسته
فجأه التقيته
صابنى الذهول

ح هرب لفين
أصل التنين
ده له ديول

وعنِيه شرار
بتبُخ نار
زى السيول

بس يا بنتى
ف ايديكى إنتِ
كل الحلول

إوعى تخافى
ده الحق شافى
كـُل العقول

فيه ميت طريقه
بس الحقيقه
لازم نقول
لازم نقول
لازم نقول
لازم ...

أوجاع وآلام
وعتاب وخصام
وعيون ما تنام

ترويج أوهام
محاذير .. أحكام
تحريم أنغام

”أنساك ياسلام
أنساك ده كلام”
تشويش وحرام

ودبيب أقدام
بيشُـق منام
وسؤال ومـَلام

ألفاظ وكلام
تِـنحَر فى عضام
تِولِد أسقام

وتراب وغـَمَام
لفوا الأيام
خاف منه حمام

واتلموا أنام
رفعوا الأعلام
ورماح وسهام

صرخوا بكلام
المَوتُ زُؤام
أو تحرير تام

وتشيد أقلام
أخبار أهرام
وأهو كله كلام

وإن نادَى كلام
ما نعيش ف وئام
وطـَمان وسَلام

ثار الإعلام
ما بلاش أوهام
باع شرفه بكام

ما هى دى أيام
”قايين” لو قام
يدُّوا له وسام

عُمرك شُفت جنازة نمله ؟
ولا ّصويت ونواح على قمله ؟

ليه يا إيزيس
عامله تابوت للبشريه ؟
ما هو أوزيريس
مات وإرتاح م العيشه دىَّ !!

كنتِى زمان .. تفتكرى .. جسمك ح يخلـِّد
والإنسان .. من بَدرى .. قبرُه بيجَـوِّد
دى الإبدان .. لو تِدرى .. برضك ح تدوِّد

كـُل الناس مهما تكون
مهما ح تعلا .. ولا َّ تهون
كـُله ح ينزل يوم ف محطه
لو على راسَك ريشه بطه
ولا ّ جلالتك
فوق مملكتك
قاعد متربّع و مَصون
رغم وجاهتَك
حتى لو إنــَّك
لابس تاج بدهب معجون

فيه للعيون ألوان
تِفـْرِق من واد لأخوه
ممكن تفضح إنسان
لون عينه غير عين أبوه
إسود.. أخضر.. سيّان
عند الناس اللى شافوه
دى للكِتاب عنوان
فِهْموه قبل ما يقروه

فيه عين تدوب فى هواها
لو تبص لها
وعين تغوص جواها
من سواد ليلها
وعين قوام تهجرك
قبل ما تجيلها
ودى عين أكيد تجبرك
إنك تطاطى لها

وفى ياما عين باكيه
من غير ولا دمعه
والعين دى هـِى شاكيه
والناس ماهيش سامعة
والبنت دى فِرحت
وعنيها فيها لمعه
قال أيه خلاص نجحت
وح تدخل الجامعة

وفيه عيون تـشوف
لكن أصحابها عميان
وفيه كمان مكفوف
بعيون قلبه مليان
والعين دى راح تحسدك
لو لمحتك فرحان
طيب بقى بزمتك
مش العيون ألوان؟

نفسى أقول كل المعانى
وانبسط بُكره وما عانى
عاوز أعيش كل الثوانى
نفسى أنول كل الأمانى

نفسى أحب بكل قلبى
كل حلوه تمُر جنبى
نفسى ألقى الكل صاحبى
واللى كان تعبان فِـرح بى

نفسى أعيش وياك فى قصر
نفسى أقـِب ف كل عصر
نفسى أشـِب وأشوف لمصر
نفسى ألقى هزايمى نصر

نفسى أدوس على جرح مات
وأنتـشى بالذكريات
وأفتكر كل اللى فات
فرحه.. ما فيهاش الآهات

نفسى أشوف بكره النهارده
وألقـَىَ نـَـفـْسى عنه بارضَىَ
نفسى أدِّى وإيدى فاردَه
للى عطشان مَيه بارده

نفسى أشم كل عطر
نفسى أكشف كل سِتـْر
نفسى أخـَطـِّى ف كل متر
ولو أنط .. أعدى قـُطر

عاوز أزيد معنى وكلام
بس خايف م الملام!
لو نعيش من غير آلام!
لو ها نستمتع!.. حرام؟؟

حبـِّيت ف يوم
رغم الغيوم
إنى أروم
شمس الشموس

حبـِّيت أغيَّر
ع النور بدوّر
ده كلام يحيَّر
عاوز قاموس

حبـِّيت زمان
بنت الجيران
طِرنا بحصان
لولا الفلوس

حبـِّيت ياليل
والليل يميل
وحديث طويل
على ضوء فانوس

حبـِّيت أقول لِك
مهما يبان لِك
أنا قلبى مال لِك
وانتِ العروس

حبـِّيت ولادى
وارثين عنادى
بين أكل عادى
همـَّا الغموس

حبـِّيت أبويا
كان زى أخويا
مش وش بويه
غـَطـَّى العبوس

وباحب أمى
بتشيل ف همى
على حجر أمى
يحلى الجلوس

حبـِّيت ونِفسى
يوم ما ألقى نفسى
باقول يا نَفسى
على أخويا أدوس
حُبـِك علمنى أبوح
بمشاعرى بدون تكليف
على صدرك ممكن أنوح
أشكى لك هم سخيف
حُبـِك علمنى أدوس
على ضعف مشاعرى ف ثانيه
ولا محظوظ ولا منحوس
وأفتح قلبى للدنيا

حُبـِك رفعنى لفوق
عن شهوه لغيرى عفيف
أفرح لخواتى بشوق
للكل بدون تصنيف

حُبـِك خلانى أقول
أنا حبيتك وياريت
الكل يعيش على طول
بالحب أنا اتمنيت

بس ياريت حُبـِك لىَّ
يكبر على طول ويزيد
ماتخليش شكِك فىّ
يطفى النار اللى تقيد

الحب ده حاجه تجنن
علشانه الناس بتهون
وتلاقى حبيب يتفنن
إزاى لحبيبه يصون

يمسك فيه أوى ويبـَيـِّن
إن لغيره مش ها يكون
بس ف يوم لسبب هيـِّن
يجرحه بسلاح مسنون

خرجت ف ليله أدوَّر
على معنى للوجود
كان القمر منوَّر
ع الأشجار والورود
فضلت وحدى سارح
أفكر فى الجدود
عاشوا بكل الجوارح
وياما نالوا وعود
كبروا وكبرت ولادهم
عدّوا معاهم سدود
بس ف لحظه فاتوهم
وسابونا إحنا شهود

إنك مهما ح تعلا
وتبالغ فى الصعود
وكاس دنياك ح تملا
وتملك أو تسـُود
حاييجى الدور عليك
وتروح ولن تعود
وتسيب اللى ف إيديك
زى ما سابوا الجدود

يعملوا تعظيم سلام
لو مشيوا وراك جنود
مش ح تفـرق بكام
المدفن .. كله دود

يعنى مهما يطول
طريقنا هنا مسدود
بس هناك لو ننول
عالم مالوش حدود
عشان كده يابنى إدى
م اللى عندك وجود
تقدر روحك تعدى
م الفنا .. للخلود

قالت لى:”قول لى
كلام فى الهوى
وكل اللى قـُلته
” كلام فى الهوا!
”نفسى أضمـِّك
ونفضل سوا
ويكون لىّ حُـبِّـك
لضعفى دوا”

قالت لى: ”كلامَـك
دخل جوا قلبى
وحَـسِّـسْـنى إنـَـك
حبيبى وصاحبى
أنا قلت: ”إوعِى
تضِلـِّى وحاسبى
لأن الكلام ده
بيخدع ويسبى”

قالت لى: ”إشرح
وفسـَّـر لغاك”
”أنا كنت بامزح”
”مانيش فاهماك "
"ما فيش ورد يجرح
ما لوش أشواك”
”حالا ً ح اوضَّـح
بلاش العراك”

قالت لى: ”أخاف
تقول ما بحبكيش”
أنا قلت: ” الخلاف
بيننا ماح ينتهيش
لو ما تعدِّى الغلاف
فى كتابنا وما تشوفيش
الفعل اللى ضاف
للكلمة جناح وريش”
حدوتة القلوب
(قصة قصيرة)

الناس بتقول
الصبر يطول
والهم يزول
والحدوته..
عن هَمّ قلوب..
عن حال مقلوب
ويبان معدول
مقلوب معدول
معدول مقلوب

”صابر أيوب”
بالخوف مضروب..
فى القلب حبيب
جوا السراديب
يفضل محبوس
والشوق محسوس
لكن محروس..
وبحرص عجيب
عن عين الناس
لايبان إحساس
يفضح مستور
يكشف محظور

والست بّهيّه.. مرات البيه
نايمه على ودانها.. وح تقوم ليه
ماهى روخرى ف دنيا لوحديها
فاكرة الشمس بتطلع ليها
عارفه عيون الكل عليها
تعشق إعجاب الناس بيها
وتساير ده.. وتناغش ده
والواغش دول.. مالهومش القول..
إيه يعنى؟ تقول ست بهيّه
جَرَى إيه لو ألاغى حواليَّه
والحدوته واضحه وجليَّه
أنا عمرى ماعدِّى الملاغيَّه
والأستاذ صابر
بالحدوته خابر
بيقول ويكابر
أنا واثق من نفسى أكيد
والنار بدلعها بتـْـقـِـيد
دى بهيّه مثال للحِنيَّه
هى وتمثال الحريه
رمز التحرير م العبوديّه
من سجن الرابطه الزوجيّه

لكن بحدود
والشوق موجود
والحب ما بينـَّا يخطـِّى سدود
والغيره.. ستاره تغطـِّى قيود
ليه ح ا سعى إليها .. برجليـَّـه
أنا واثق فيها .. فى بهيـَّـه
وإن شُفت عنيها .. بتخون
لو حُبِّى اليها .. ما تصون
مش ح اقسى عليها .. وعلىَّ
ما أنا قلبى كمان
بالشوق مليان
عاشق ولهان
ولافيش ف الدنيا إنسان
عارف بالسر ودريان
شايف القلب المكروب
حتى المحبوب
عن شوقى محجوب..
لما سألنى ..
يوم وفاتحنى..
عن إحساسى
وإن كنت من العشق باقاسى
أنا قلت الموضوع ده يحيـَّر
وكلامنا ده عمره ما ح يغيَّر
إن الإنسان منـَّـا مُسيـَّر
ولابد ح نمشى المشوار
ولا ليش ف الدنيا دى خيار
وبهيَّه ح تفضل تتشاقى
وطرُقنا ما ح تعود تتلاقى..
وقـَفـَلت ورا كلامى الباب
وبقينا نتخاطب بحساب
وح يفضل جوايا الشوق
يجرحنى ف قلبى ومايروق
وأنا صابر.. ومراتى بهيّه!
وإن فاض الكيل حِمله علىّ
ح اهرب .. م الخوف!
ح اهرب .. للخوف!
لا بهيّه تشوف!
ولاّ العقوبات السماويَّه!
دانا بامشى أتلفـِّت حواليـِّه
ما قدرشى أكون زَى بهيّه!
وح اعيش بأصول
وأعمل مشغول
مَقلوب؟ .. مقبول!
مقلوب .. معدول!
معدول .. مقلوب!
”صابر أيوب”
بالخوف مضروب..
فى القلب حبيب
جوا السراديب
يفضل محبوس