الإسم : مصرية
إهداء
الى زوجتى الحبيبة "إيفيت" التى شجعتنى.. وإحتملت تقلباتى.. طيلة فترة كتابتى لهذه الأشعار .. وهى لا تقدر فى النهاية على قراءة أى من كلماتى.. لأنها ببساطة.. أمريكية!
مقدمة
بقلم توفيق حنا
هذه الكلمات.. ليست مقدمة..
رجاء الى القارئ العزيز أن يقرأ الديوان .. أولا .. ثم يقرأ هذه الكلمات ـ إن شاء ـ ثانيًا..
فأنا بوجه عام لا أميل الى كتابة مقدمات لأنى ـ لسبب بسيط ـ لا أحب أن أفرض بكلماتى رأيًا أو موقفـًا نقديًا مسبقـًا على القارئ..
وعندما فكرت فى كلمات أملأ بها هذا الفراغ, تذكرت ـ ولا أدرى كيف أسعفتنى ذاكرتى بهذه السرعة ـ أقول تذكرت الشاعر المصرى العظيم "أخناتون" الذى بشـَّر المصريين بالتوحيد منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد فى نشيده الخالد "إلى آتون"..
لعلى تذكرت هذا الحاكم الثائر العظيم والشاعر لأنى وجدته أيضًا ـ الشاعر المصرى الشعبى ـ فى تاريخنا المصرى العريق .. الشاعر الأول , الذى أبدع نشيده الخالد "إلى آتون" باللغة المصرية الشعبية .. وهى اللغة الديموطيقية ( ديموس تعنى شعب باللغة اليونانية ) وهذه اللغة الديموطيقية أصبحت فيما بعد لغتنا القبطية بعد أن كتبت بالحروف اليونانية وأضيف إليها سبعة حروف ديموطيقية.. هذه اللغة القبطية التى إعتمد عليها المصرولوجى الفرنسى "شامبليون" فى فك طلاسم الكتابة المصرية القديمة وأنشأ علم المصريات (المصرولوجيا كما أطلق عليها "سلامة موسى").
وحتى الآن لم أحدثك عن ديوان "الإسم : مصرية" (وكم هو جميل هذا الإسم) .. لم أحدثك عن هذا الديوان الجميل .. السلس .. البسيط .. البليغ الذى يعبر أصدق تعبير عن مدى إنتماء وولاء "شريف مليكة" لمصر ولنيل مصر ولشمس مصر ولأرض مصر ولمستقبل مصر ... وفى قلب "شريف مليكة" وفى عقله وفى إبداعاته الشعرية والقصصية تعيش مصر- مصر بكل تاريخها - وبكل بناتها وأبنائها .. كلهم .. بدون أى تمييز أو تفرقة .. بكل من يعيش على أرض مصر .. و"شريف مليكة" مهموم مثل كل مصرى صادق الولاء والإنتماء لمصر .. مهموم كما نلمس فى قصائد هذا الديوان "الإسم : مصرية" وفى ديوانه الأول "دواير" ...
مهموم بحاضر مصر .. هذا الحاضر المزدحم إلى حد التخمة بمشاكله وأزماته وإنقساماته .. ومع كل هذا الهم نلمس فى كل إبداعاته هذا الأمل الذى يحاول أن يبدد بنوره ظلام هذا الحاضر ...
قلت لك – من البداية – إنى لن أحدثك عن ديوان "الإسم : مصرية" قبل أن تقرأه أنت أولاً .. ولكنى أريد فقط أن أقرر إعجابى ومحبتى لقصائد "شريف مليكة" .. لأنك تقرأها وكأنك أنت الذى أبدعتها وسجلتها بلغتها الشعبية البسيطة .. البليغة .. والصادقة .. والساحرة أيضاًً ..
وكانت آخر قصائده, أى آخر قصيدة قرأتها فى الديوان, وتحمل هذا العنوان الجميل "حنين", وأسجل لك هنا إفتتاحية هذه القصيدة :
"يانار قيدى بنورك فى قلب الليل
واحرقى قيدى لجل مارجع وارتوى م النيل
... ... ... "
وأقول لشريف مليكة إن شاء الله ترجع بالسلامة .. وترى مصر كما تحلم بها .. مصر المصرية التى تـُبنـَى بعقول وقلوب وسواعد بناتها وأبنائها .. يقيمون معاً مستقبل مصر الجديدة.
توفيق حنا
كلمة
كلمه تفور.. تقوم تندِلق
من طرف سِن القلم
وتنفرش.. وتتنِقش فوق السطور..
فتصير علـَم
تِنضَح سعادة ساعات..
وساعات سكرات الألم
بس اليومين دول للأسف..
ماتطرح في أرضنا إلا السكات
كلمة مخنوقه.. مزنوقه ف صدري
من بدري تثور..
عايزه تفلفص من جوَّايا
وتخرج تبصبص.. تشوف النور
وانا اقول لها اسكتي.. موتي جوَّا صدرى
ليه ف قلبي بتنكتى
ده لابد ح تموت البذور.. لو تندهس
أو تنغرس في أرض بور
كلمة هامت بين ودان الخلق حايره
جت وراحت.. بعدت وتاهت..
كلمه خبـَّطِت بشوق على كل باب..
بس الببان من الحََجَر.. صامت وثابت
نغمه عذبه مصَهلله.. منسابه حين
وحين تبان مكعبله..
لكن يفيد إيه الكلام.. والعزف والأنغام..
لمَّا الودان م السمع تابت..
كلمه وماهيش زى باقي الكلام..
تزول ونقول ده أصله كان كلام
دي صرخه مكتومه..
وجوَّا القلب مكنونه.. ومش راضيه تنام
دي موجه بتجري في بحر الحياه..
حياتي وحياتك.. وطوق النجاه..
دي غصن الزتون.. ونار الأتون..
وزهر اللمون.. وفرخ الحمام..
كلمه ومهما أحاول أحوشها
ومهما داريت..
ح اصَّرخ.. واصرَّح..
واصدَّع دماغكو بكلمه وحديت
ح افضفض معاني.. واطبطب واعاني..
وح اضحك.. ولو ف قلبي بكيت
ومهما تسدُّوا ف ودانكو ح اقول..
ومهما تحاولوا تِغـَمُّوا العقول
دي كلمه تفور.. تقوم تندِلق
من طرف سِن القلم
وتنفرش.. وتتنِقش فوق السطور..
فتصير علم
تِنضَح سعاده ساعات..
وساعات سكرات الألم
بس اليومين دول للأسف..
ماتطرح في أرضنا إلا السكات
!الإسم: مصرية
الإسم: مصرية
فلاحة قبطية
من فجر يوم البشر
أول كتاب القدر
وهى من نيلها
تِشرب ويدعِـيلها
وتمِد له إيديها
ويمِد ليها إيديه
يحضنها.. ويبوسها
دى عروسة وعريسها
ملـِّس على جبينها
بالطين يلوِّنها
والحِنَّه ف إيديها
متكحَّله عينيها
ولا الشعور الليل
والضحكة صوت مواويل
زغروته هايمه
على موجه عايمه
تملا العيال البيت..
وعند سفح الجبل
تِبـْنى صروح الأمل
تِبـْنى صروح العمل
والحق ليها يبان
قبل الزمن بزمان
الإسم: مصرية
فلاحة قبطيه
جالها المسيح.. زارها
شال عنها أوزارها
بارك لها دارها
وعيالها فِرحت بيه
إتلملموا حواليه
إتكلموا.. واتعلموا
وبالإيمان به سلموا
وفكروا.. وتفلِسفوا
وللجهاله إتأسـِّـفوا
ولمَّا جاهم العرب
ودا جـِرى ودانضرب
جحافل جيوش
تحطم عروش
وجايين ليهدوا لدين السلام
لدعوة محمـد عليه الســلام
وحلو الكــلام
وعدل ونظام
الأم.. طلــِّت وشافت ولادها
فخافت عنادها
يضيـَّع بلدها
فدِمعت عينيها
ومدت إيديها
تلملم بـَنيها
فى حضن الأمومة
فى ضل الأمان
ونادت بذِله.. وباستسلام..
يا أهل السيوف العظام الكرام
بدال السيوف سمَّعونا كلام..
ولد سمِع للى قالوه
عجَبه.. ف كلـِّم به أخوه
المِختبى لايضربوه
ف آمنوا بيه وصدقوه
ومرت فصول الروايه بسلام
وكل حَىّ بناله بيت
وف كل حَىّ وكل غيط
حضَن الآذان
جرَس الكنيسه
طَرْح الغيطان
شجر اللمون والبرتقان
وسنين رخَا.. شِبـِع الجعان
وسنين كبيسة
مرِّت كمان
إيدك ف إيدى
يا وِلد سيدى
نبنى سوا صَرح الأمان
الإسم: مصرية
فلاحه قبطيه
راجلها.. نيلها
بيغَنِّى مواويلها
وولادها قنديلها
بينوَّروا ليلها
ويعَمَّروا
ويعَطـَّروا
وللإله يكبَّروا
والنيل يفيض ليهم
وخيره يهديهــم
وللغيطان يخَضَّروا
وللجبال يكَسَّروا
وبالجدال.. يفـَكروا
وإيدين بتحضُـن إيدين الأرض مالهاش دِين!
زى المَيَّه.. والطين زى الصحَرا.. والعين
زى امهم كلهم
فلاحه مصريه
من يومها قبطيه
من فجر يوم البشر
أول كتاب القدر
وهى من نيلها
تِشرب ويدعِـيلها
وتمِد له إيدها
ويمِد ليها إيديه..
ï¹ï¹ï
فضيحة!!
نسمة هوا تنـَسـِّم بين الصــبايا
والفرحة تتبـَسـِّم وتقول حكاية
عن الصبى اللى صبا أحلى الصبايا
وجوَّا قلبه خبا عشقه الجميل
عن عيون الليل
وجت نسمة هوا
نفخـِت فوق العباية
اللى كانت لفـَّه ف طيها
كل الخبايا
طارت
وصارت الفرحة تتبسم
ف عيون صبى
نضَحْ من قلب قلبه السرور
فضَح الهوا
الهوى المستور..
³ª¹ª³
خواطر..
ف يوم كنت ماشى ف طريق الحياه
همومى العاديه.. فعقلى إلتهــا
ومن غير ما أدرى.. خلص الرصيف
قمت إنكفيت.. وفـُــقت.. وقـُلت آه
طريقى راح امشى.. وطول الطريق
باحسِس خُطايا.. وباطلب رفيـق
يساعد سواعدى تشيل الحمول
يا سَعدُه! داللى يلاقى الصديق
وحُمرة سما تِملا لحظة غروب
يدوب الحبيب بين إيدين محبوب
وحُمرة عيون.. م السهر والظنون
ماليها شجون.. ف تِدمِـى القلوب
وقمر ينَوَّر.. غير كل البدور
يطوف بى خيالى فوق كل العصور
لحاضر.. بتدعى القلوب لو يغيب..
وغايب.. لكِـنـُّه.. كأِنـُه حضور..
ورده.. تفـَتــَّح ف عزّ الخريف
شعاع شمس يمحِى الظلام الكثيف
وبين الدموع والأنين ف الضلوع
تجلجل لى ضحكه.. أقول يا لطيف!
عيون الحبيب دى ضِله وسكون
ف عز اللهيب.. ف غمر الجنون
ومرفأ.. ومينا.. وترسَى السفينه
وتنسَى الحزينه عذاب الشجون..
فيه واحد فِهِم معنَى كل الرموز
ويجمع ف قلبه لكل الكنوز
وناس غيره سايره.. عينيها تفـَنجـِل
تدوَّر.. تفـَتــِّش.. لمَغزَى تعوز
ساعات بابقَى فاهم أنا أبقـَى مين
وإمتى إبتديت.. ورايح لفين
وتيجى ساعات.. تمُر الحالات
أبص ف مرايه.. وأسأل ده مين؟؟
½²º»²½
قلب وحدانى
يبلع كاسه لنهايته
ينسى الوجيع شكايته
ويحكِى عن حكايته
على مسمع م العباد
يبدأها بالسلام
ويسرسِب الكلام
قصة مشوار طويل
عن زرعـَه.. وعن حصاد
عن رحله بين بلاد
عن صُحبه.. وعن ولاد
و الناس الطيبين
السُمر.. الشقيانين
المزروعين سنين
زى النخل المهوب
زى الطين والحبوب
والدومه والخرُّوب
بين الجبل والنيل
والميه سلسبيل
بتخضَّر القلوب
وترطب الخطوب
يشفـَى البدن العليل
أما الجبل.. ف مخيف..
أخرس.. أطرش.. كفيف
هامم فوق الضعيف
شامخ فوق القوى
.. ويئوى الملتوى
بين الحياة.. والعدم
بين الغـُنا.. والألم
يغرس أخونا القدم
ف طينه سمـرانه
بالحب عمــــرانه
والخطوة سهرانه
وضهرها للندم
للحلم عطشانه
وللزمن حـَكـَم..
وفين ترسَى الخـُطا
ومين ينسَى الفراق
ومين ينسَى اللـُقا؟؟
تبحَّـربه سفينته
وتبعد بيه مدينته
وجُوَّا جيب قميصه
شايل صورة لنينتـُه
عند باب المدينه
يفرك من إيده الطينه
يحضن بيهم كتاب
وبالخطوه الرصينه
خبط على كل باب
وخاض وسط الضباب
وطار فوق السحاب
نَشـِّن فى يوم وصاب
ومره تانيه.. خاب
وف يوم تقول.. ده أرنب
وف يوم يطلع له ناب
مخالب بتنشب
حناجر بتنحب
كفوف ساعه بتضرب
وسواعى كتير تطبطب
الدنيا واخدانى
والدوشه هدانى
ولإمتَى ح امشى الدرب
والقلب وحدانى؟..
·™i˜·
الحلم
ماشي في طريق ضَـلمةوالنور في كل مكان تاهت فيه الكلمة واتغرَّب الإنسان
حسيت ف قلبي بخوف ولقيتني فجأة جريت فكرت لازم أشوف ولـَّعت عود كبريت
وسندت على حيطة ولسه مش شايف وسمعت صوت ظيته منهوك أنا .. وخايف
دققت بعينيَّ بان لي الطريق مليان والخلق حواليَّ م الضلمة كالعميان
بيخبطوا ف بعضهم ما هو أصل مش شايفينويدوروا ف محلهم وم الضلام خايفين
ماتت في إيدي النار والضلمة تغشاني مديت إيدي بإصرار ولعت عود تاني
قابلت عينيَّ عيونوسألت فين بكره وسمعت نوح وشجون وندم على ذكرى
ده كان شارعنا زمان هو الكبير في البلد واللي بناه فنان بين الخلايق .. ولد!!
ع القمة كان فيه فنار يهدي الخلايق ليه للدنيا كان نوار والدنيا دانت بيه
وف يوم جت الغربان وعشـِّشـِت حواليه وخاف أبونا – زمان واتسمَّرت رجليه
غطت جناحاتها نور الفنار بالليل والضلمة خبتها ويمر ليلنا طويل
ف الضلمة جانا الغول حطلنا ميت فرمان وسمعنا ناس بتقول إحنا مع الغربان!
ويقلدوا الغربان دمسوا المنابر دمس واتلفحوا بقفطان وسدوا عين الشمس
غاب عن عيوننا النور واتبدلت أزمان وإزاي عايزنا نثور ما هو أصلنا غربان
وصرخت .. لأ .. ده ضلام ف عينكو ليكو زمان فوقو بلاش أوهام ما نتوش من الغربان
يا أهل شارعنا غربان زمان طارتوف الظلام ضعناشمس الشموس غابت
الحل هو النور ...هو اللي يضْـِوى البيت ويزقزق العصفور والقاني فجأة .. صحيت!
hghgجواب
بابا الحبيب..
بعد السلام م الدنيا ديَّه
بابعت كلام.. بابعت تحيَّه
فى جواب صُغَيَّر عن شوق يعبَّر
من قلب أخضر ع الحق دوَّر
فى الدنيا داير ينـْبـِش ويحفـُر
بين العماير.. وسط المقابر..
وانت اللى خابر ميل الضماير..
مين اللى خاسر ومين ها يظفـُر
بابا الحبيب..
ما كنت ناوى
أقول حَكَاوى..
ع الدنيا ح اكتب..
ونا عُمرى ما كدب..
كـَلْ الجناح.. مِن طول ما رَفـْرَف
مال الصباح.. ونسيم.. يهفهف
أعلن وجوب..
لحظه غـُروب
ولابد تيجى.. مهما ح نهرب
. . .
بابا الحبيب..طول الطريق.. باطلب رفيق
أو إيد صديق تدينى قُوَّه..
وإيد تشيلنى بسمه تشاغِلنى
لكن بَاينـَّى.. ساقط ف هُوَّه
وريح قويه تنفـُخ شراعى
أفرد قلاعى لكن سواعى
تقلب بنـَوَّه
. . .
بابا الحبيب..
اللى ح اقول آخر الجواب
كان الأصول أصل الخطاب
إنت الوحيد
طول السنين
فاتح إيدين
مهما أحيد
ويوم الهزيمة
وضعف العزيمة
يحمينى حِصنَك
أهرب فى حُضنَك
بروح البنوه
+*+*+
صورة
لوكنت انا رسـَّام
لرسمت عين برموش طوال
متمرغين ف الليل
متغمسين ف طين النيل
ولون العين كما لـَحسـَه
من زلعة عسل مصراوى
وبتخفى ضحكة مجلجلة
صوت بق ميـَّه بيندلق
من قـُلــَّه نديــَّه قناوى
وكنت بروزتها بسوار دهب
ولا ببرواز مشغول
بالصدف والعاج فوق الخشب
وصدَّرتها ف بيتنا ف أهم مكان
أودة معيشتنا
أو فوق رفوف الكتب
أو جنب سُفرتنا
أو فوق جدار الكنب
أو مدخل البدروم
ولا ف أودة النوم
أيوه .. ف أودة النوم
وانظر لها وانا نعسان
وبعد مانام
أقابلها واحضنها ف الأحلام
لو كنت انا رسـَّام!
عصفور..
عصفور.. مقهور
وقواه بِتخُور
نِفسُه يرَفرَف
ويطير لبعيد..
دَمُعه يكفكف..
الحِمل شديد..
بارِك فوقـُه
تارِك عَلامات..
تجاعيد.. ندبات..
فَضَحِت سِنـُّه..
وبرجلُه يَرفـَّصْ
والجسم يفلفـَصْ
ويحاول إنـُّه
يفلت مِنـُّه
ويمِد ويفرِد جناحاته
مربوطه.. مشحوطه..
وسمعنا آهاته..
وبعَزْم يقطـَّع رباطاته..
ويقول هانِت..
ويقول دانِت..
قَرَّبت أطير!
فوق نسمه حرير..
تِرفعنى لفـُوق..
يملانى الشوق..
والقلب ح يزهَى بدقاته
ويقول يانى..
والكون راح يسكُت وسكاته
يملى ودانى..
والعصفور يفرد جناحاته
ويطير تانى..
وما ها سمع غير دَقـِّه قلبى
ولاَّ دى دقــَّه قَلب الكون؟
أصوات وغـُنا.. ومافيش جنبى
غير نور.. وسرور.. وبحور بَنور..
ولَمحت طيور.. مليانه عيون..
عالعرش تدور..
حوالين ربى..
ومَلانى النور..
وصبحت أنا نور..
وباطير سواح..
بلا ريش وجناح...
›š¹›šالخوف..
الخوف بيحوم.. بيزوم.. وبخاف
أنا مش وحدى
ده برضُه الأسلاف
من قبلنا قالوا.. سِلِم مِن خاف
وده شاب شعره..
من كُتر ما شاف!
خايف على عُمرى.. بيجرى قوام
وانا باجرى وراه.. وبدارى آلام
الضهر إنحنى..
الشيبه وسام!
راحت كام سنه.. وح يفضل كام!
خايف أتلفـِّت ما ألاقى ونيس..
شخص اتلاقـَى وياه بأحاسيس..
الحب جَمعْنا
مالوش معنى
لوح يفرقنا.. حسد إبليس
خايف م العتمه.. وم التعتيم..
بلا نور سِيَّان.. جاهل وحكيم..
لتنين خايفين..
والخوف تلجيم..
فى الضلمه الكلمه.. ما تِلقى نديم!
خايف من صاحب.. ومجايبُه
ييجى منه الخير؟.. عُمرُه ما جايبُه
ده غراب البين
مِسكه ماسايبه
من يومها ماتخلصش مصايبه
خايف لا يقولوا علىَّ.. جبان
وبخاف.. م الضلمه.. وم الغربان
أمشى أدبدب..
وأعمل هيَّاجان..
الناس تِحسبنى من الشجعان!
الخوف ما بيعرفشى يفرق..
بين عيِّل..
خاف لو ابوه بَرَّق
وأبوه..
لو بَّطل يسترزَق
والجد..
لا شبَح الموت يِزهَق
ويدور الخوف
ع الدنيا يطوف
يسرق فى أمان.. وطمان ما نشوف
وبيسبى أُلوف..
بخـَطـَر محفوف..
وح نهرب فين من وِش الخوف!
î·î·î·îيا عرب..
آن الأوان يا عرب.. تتفرقوا
قبل ما ف بحر العروبة تغرقوا
حدوتة مرحه .. وليه بقي بتوقوقوا
دا اللى ف وشه عيون أكيد لازم يشوف
جمعوكم من وسط الأمم والشعوب
لما غزاكم جيش عرب من الجنوب
محَا لغاكم وبسيوف غيَّر قلوب
ده مش كلامى دالتاريخ وقراه ألوف
وفجأة أصبحتم عرب "متأسسين"
ولا حد لجدودكم يقول متأسفين
أصحاب حضارة وفي الأصالة مأصلين
صبحوا عرب! .. يرعوا الغنم! .. يا دى الكسوف!
واللي يزيد البلوه تبقي بلوتين
خاب العرب وسابوكو خيبة مبهدلين
لخليفة تركي يسود عليكو يا خدامين
ومِن كان إمبارح أسد .. صبح خروف !
وفضلتوا ع الحال ده سنين وسط الظلام
ما لكمش حس بين الخلايق والأنام
والدنيا عجلاتها بتدفع للأمام
وانتو في مطرحكو بقيتوا .. ولا الضيوف !
وف يوم يقوم عسكر يولع فيكوا ثورة
قوموا يا عرب .. ومادريتوش .. كانت محاوره
"الدنيا خطيتنا ودارت ألف دورة
وتحت رايتي راح تهون كل الظروف"
ومن ساعتها والكروب نازلة ترف
ملايين تموت من الشعوب ... وعقول تخف
ده شاب مصري وده سعودي لكن حلف
لايموت مع الأفغان ويا الألوف !
وأراضي تـُستعمر وجايز يوم تروح
والناس تشمـَّر تعَمَّر لسيادها الصروح
وحروب تدور بين الشعوب
وقلوب تئن م الجروح
وف الهوجه إنكسر سن القلم بالسيوف
ويا عرب بين المصايب والكروب
كبرت أمم وانتو إتلهيتوا بالحروب
واللي حكمكم بخيراتكم يملا الجيوب
كده في العلن من غير خجل ولا عفوف !
قوم يا "مصري" مصر دايما بتناديك
قوم يا "سوري" سوريا راح تتحدى بيك
قوم يا "ليبي" و يا "عراقي" أملنا فيك
لما السوماري اللي سبق بعنيك تشوف
³¹î¹³
يا صـــــناع الحــضـــــارة يا صـــــناع الحــضـــــارةفين غـــــابت العـــبـــــارةليه ماســـــكين الحــجــارةوتحَــِّدفــــــــوا الأنــــــــام إغرس العـــود الأخــضـرف الطـــين يـصبح مزهروإغـــرس قلمـــك الأسمرف ورق يــــطـــرح كلامالبيت صــــبح خـــــرابوالسيف فــــوق الرقـــابوالــدم عــلى كــل بـــابوالحق صــــاحبــه نــــام قــــوى بـيقتــــل ضعيفأعـــمى بيقــود كـــفـيـفبؤونه جـــه ف الخريـفوعــــــــمم الغـــــــــمـام بيننا ســــــاد الـفســــــادفســــــد أســـــــد البــلاديابـــلد وَلــَـــد الــــــولادهامـــوا ونامـــوا نـــيــام بكره مـــين يصنـــــعـــهصوتك ميـــن يسمـــعـــهزرعك مـــين يجمـــعـــهما خلاص مافيش وئـــام عصفور حر إنت جيـــتوف القـفص إنتهـــــيـــتربطوا رجليك بخـــيــــط
م الخوف هَش الحـــمـــام
ÿÿÿع اللى قتل ياسين
يا بهية وخبِّـرينى ع اللى قتل ياسين
ونا ورِّيـله.. ودينى! لو كان أتخن تخين
وح اخرج للشوارع واصرخ بأعلى صوت
لِموا الطوب والمَدافع وياك يا ياسين نموت
يا بهية وخبِّـرينى دلـِّينى عن اللى مات
عن فوده وعن نجيب اللى قتله الســـكات
عن حيـَّة وعن أفاعى واللى اغتالوا السادات
عن سلوَى والسباعى ع اللى بيغدر سواعى
عن شاب عمره فات عن فرقعة بارات
عن تلغيم ســـيارات عن تنغيم الآهات
عن أم تسيب رضيعها وحياتها اللى ف ربيعها
تاخد روحها بإيدها بحزام متفجـرات
يا بهية وخبِّـرينى إيه آخرة الطريق
ما يكفيش اللى راح؟ من عمرك ف النواح؟
إيه ينفع الغريق لو انط ف الغريق
وأعمل أخ وصديق وأنا مانيش سبـَّاح
يا بهية واسمعينى بعدين إبقِى احكمى
من إمتَى انتِ نسيتينى من إمتَى بتلطُمى؟
على اختك اللى ضاعت وأولادها اللى صاعت
وولادك انتِ باعت يومها ويومى وسنينى
يا بهية فين ولادك اللى بتعشق ترابك
واحد فَسدان وسالِك والتانى لإبن مالك
سلم قلبه بدالك واخوه هاجروسابك
والرابع للعروبه يقول تحيا المعارك
يا بهية وخبِّـرينى ع اللى قتل ياسين
يا بهية ونوَّرينى فين إبن مصر.. فين
مين فينا ح يبنى دارك
مين حُـزنك راح يشارك
مين يوم فرَحك يبارك
مين إبنك.. مين؟.. وفين؟
³ª¹ª³كلام ف سِـــرَّك
(مسرحية هامسة من فصل واحد)
المشهد الأول
حارة مصرية عريقة بمدينة القاهرة فى أواخر الستينيات.. يمر بائع متجول يحمل فوق رأسه قفص من الجريد المضفـَّر مملوء عن آخره بأدوات منزلية مصنوعة من البلاستك الملوَّن بألوان فاقعة ينقصها الجمال.. ينادى بصوت متناغم ويقول..
بيكيا.. بيكيا.. روبابيكيا
حاجة قديمة للبيع
جرنان قديم للبيع
طاربوش مالهش عوز
فردة جزمة مش جوز
حاجات ما عادتش تنفع
أصوات ما بقتش تطلع
أو ودن مش عايزة تسمع
هاتها وتاخد بدالها
صحن بلاستك بيلمع
أفكار قديمة للبيع
من كشكول أو كرَّاس
صورة "ملك" فظيع
خطبة قالها "النحـَّاس"
هاتهـُم لى ع السريع
أديك إبريق نحاس
بيكيا.. بيكيا.. روبابيكيا
على الجميع بَصبـَّح
بوابير الجاز أصلـَّح
غيـَّر بوتوجاز أمريكـْيا
ببتاع تشكوسلوفيكـْيا
ده الغرب زمنه بيكيا
والشرق نهاره أصبح
فوارغ من قزاز
جـِبـَّه.. قفطان.. عكاز
كل اللى زمنه روَّح
لو فيه كرسى هزاز
من زمنات النعيم
يتهزز به الزعيم
حصوة ف عين اللئيم
ده الريِّس قال وصرَّح
إن الأخوة العزاز
م المغرب للحجاز
لو تـَفـُّوا ع اليهود
ح يرجعوا الحدود
لتمانية وأربعين
بالعند ف التخين
واللى مش عاجبه يشرب
من البحر المـِمـَلـَّح..
بيكيا.. بيكيا.. روبابيكيا
وع اللى جَرى لينا
ده ف ليلة مالهاش نهار
وقف الزمان بينا
الجـَدْ.. صبَح هزار
للحرب صدر القرار
وف لحظة الإنتظار
لهف اليهود سينا
وف عز الإنكسار
قال الزعيم بشجون
"أيها المواطنون..
أنا ناوى أتـَنحـَى.."
صرخ الجميع أحـَّة!!
مهما البلاوى تكون
علشان عينيك ح تهون
ده أهم شىء الصحة
وسيادتك إملى السجون
بشيوعى أو بدقون
لِف الحزام ع البطون
إن شالله ميت لفة
بس زعامتك تصون
وللعروبة تكون
وسط الزعمـَا.. الألفة
إحنا أدينا صابرين
آكلين.. شاربين.. ساكتين..
صاحيين.. وتقول نايمين
أموات.. لكن عايشين
ريح م القبور هافـّة
بيكيا.. بيكيا.. روبابيكيا
شعب مأصـَّل.. للبيع
زعيم عظيم.. للبيع
وطن.. مالهش ريع
بلاوينا مغرقانا
ومش ناقصين بـَلاويكيا!
كنا بلد الكنانة
ف أوروبا لينا مكانة
وبقالنا مكانة ف غانا
وحركة تحرير أفريكيا!
بيكيا.. بيكيا.. روبابيكيا
حاجة قديمة للبيع
بَلا عمال.. بَلا تصنيع
بَلا إقطاع.. بَلا تقطيع
غيـَّر ريـِّس روبابيكيا
بواحد أسمر لمـِّيع
(تغلق الستارة)
المشهد الثانى
دكـَّـان صغير فى شارع ضيق (ولكن أوسع من الحارة بتاعة المشهد الأول) بحى شعبى بمدينة القاهرة فى منتصف السبعينيات. يجلس رجل ملتحى متوسط العمر عند طرف مكتب يتوسط الدكان وبيده اليسرى يمسك بمبسم يصله بشيشة موضوعة على الأرض بجانبه ينفخ بدخانها تباعًا . وعلى الناحية الأخرى من المكتب كرسيين متقابلين مكسوين بمشمع أخضر يشبه الجلد , وتتوسطهما ترابيزة صغيرة يعلوها "مَـنقد" فخارى متوسط الحجم ترقد به فحمات متقدة مبذورة فوقها حبات بخور تحترق فترسل فى الغرفة برائحتها المألوفة فتعبئ المكان.. يسحب الرجل نفسًا ثم يطلقه لأعلى ويقول:
كلام ف سِــرَّك ِليك راح اقول
ماعدت حتى بالاقى الفول
سارح ف يومى باقول بيكيا
والرزق جافى وبابه مقفول
ريِّسنا حاوى.. وبهلوان
أول ماجه نادَى السجَّان
دوّر ولفلِـف حواريكيا
لملِم فيران.. وقطط سمان
غـَمـِّى العيون واملا السجون
قطط.. كلاب.. تيران بقرون
عُلـَما ف طب وديناميكيا
وتخرَّج الإخوة أم دقون
ريِّسنا مؤمن بزبيبه
بيصلى تحت التكعيبه
ع القدس راح ولأمريكيا
يرطن.. وينفخ ف البيبه
عم الزبيب.. وملا البلاد
طـَلـَق الدقون والكروش العباد
وسعودى يتكفـِّل بيكيا
وبنك تـَقوَى.. وصك جهاد
وفتحنا بابنا ودراعاتنا
للأمريكان يـِغـْنـُوا عيشتنا
والعربى باع واشترى فيكيا
واللى يطول يلطش بيتنا
كلام ف سِرَّك راح اقول لك
القرش قلـِّته بتـْـِذلـَّك
بطـَّلت كار الروبابيكيا
وبابيع دولار واشترى منك
والبليه لعبت ويَّايا
والعِشّـَة قلـَبـِت ببناية
وعشان لزوم البلوتيكيا
الأرضِى يبقى مصلاية
وصبحنا عيله وريِّسنا
راكب فوقينا وحارسنا
لو تعترض يفرُم فيكيا
عِـمـَّه.. وطـَرْحه.. لبِّـسنا
يا مصر ع الإسلام هِلـِّى
وطـُلـِّى ع الاسلامبولـِّى
خـَرَّم ف جتـِّة معاليكيا
وبلدنا سِكـِّتها هابولـِّى
(تغلق الستارة)
المشهد الثالث
مرت حوالى ثلاثين سنة . دكـّان فى شارع مزدحم بمدينة القاهرة (أكبر بكتير من الحارة بتاعة المشهد الأول, وأكبر شويه من الشارع بتاع المشهد الثانى) وعلى رأس الدكان كلمات مكتوبة بالحوف اللاتينية Internet Café ولا توجد كلمات عربية.. ومع ذلك فالمكان مزدحم بين جلوس ووقوف من الشباب.. الرجال شعرهم قصير جدا وذقونهم غير حليقة, يرتدي بعضهم "البيسبول هات" والبعض طاقية بيضاء.. أما الفتيات فتردى البنطلونات الـﭼينز والبلوزات المحزَّقة الملوَّنة, وكلهن ـ بلا استثناء ـ محجبات الرأس.. الكل متناثر حول شاشات الكومـﭘـيوتر فى مجموعات صغيرة وفى وسط كل منها تسكن "شيشة" يدور خرطومها حول المجموعة فتية وفتيات.. وأمام مكتب فخيم يجلس شيخ ذو لحية قصيرة بيضاء.. تبدو عليه مظاهر السعة من حجم الخواتم الفضية التي يرتديها في يده اليمنى الممسكة بمبسم الشيشة المطعـَّم بالصدف والعاج.. يسعل الشيخ وهو ينفخ بدخان المعسل فى الهواء فيمتزج بدخان بقية الشيـّش المتناثرة في المحل فيعطي للمكان درجة من الغموض ممزوج بإحساس بالإختناق..
صوت:
الدنيا بره ح تفرقع من السكان
وإحنا أنفاسنا بتتقطع من الدخان
ننفخ فى نار الغلا.. ف تحرقنا
ولا فيش طريقة شريفة
فى الإمكان
صوت:
بطـَّل شكوى المساكين
وحياة أبوك
واتلفـِّت لفلسطين
أختى .. وأخوك..
متمرمطين سنين
فى طريق الشوك
ومصير مشكوك
ولا شعب العراق
ولا الذل اللى داق
والريـِّس اللى خان!
يقاطعه صوت:
فلسطينى وعراقى ويمني
ده كلام زمان
إمتى بقى راح اعيش زمني؟
لمَّا يجونا الأمريكان؟
صوت يرد بحدة:
دَوشة وسُحُب دخان
مالية المكان..
ولا حد داري.. ياجاري
إنت أصلك إنس
ولا مخاوي الجان!
انت يمامة وديعة؟
ولا تكون تـِعبان!!
ريحَك معاكسه لريحى
ويسمُّوك مصرى كمان؟
قول إسمك إيه يا فلان!
إسمك مُسلم؟ مسيحى؟
إنطق! لاتكون طريحي!!
يقاطعه صوت:
مسلم إيه ولا مسيحى!!
ما بلاش دَوْشه وخَبَلان!!
يكونشى اسمه: إنسان؟؟
. . .
فيه بَرَّه غيمه.. وضباب
تعمي العيون الموهومة
مابقتش حاجة مفهومة
ونبع مَيّه يلوح
ف زعقة شمس محمومة
تطلع سراب
وعلامه بالدم مرسومة
على كل باب
والضحك غاب..
صوت:
والخلق جافية ومقسومة..
شوف اللى ف قماش اتلـَفـِّت
م الشر معصومة!
م الدنيا هاربه واتخّفـِّت
تحت الحجاب!!
واللى يبَسمِل.. ولو يعمل
كل الفجور
ويدور عليه الدور
ف يصير تراب
يقاطعه صوت:
واللى قوى ومُهاب!
والدنيا تعمل لدَبـِّة قدمُه
ألف حساب
وبكلمه من قلمُه
تقوم جبال.. ويموت رجال
لمَّا يبان الديدبان
اللى معاه يـِصرف
تلقاه رماه بأبو الشجعان
وباس تراب عَلـَمُه
ويوم سقوطه يعَلـِّى صوته
ويرُوح ينوح..
ودمعُه يزرف
ويبان لنا ألمه
دولارات بيغرف
ويقول ويحلف
إن الزمن ظلـَمُه!!
صوت:
وأقول لنفسي: بس يوم!
بس يوم.. لو ريح العدل هَفـِّت!!
بس يوم.. لو لمسة شمس دَفـِّت!!
ح يدوب ف يوم جبل الجليد
وح يصحى بكره.. يوم جديد
والناس ح تعرف تفرَّق
بين الحق.. أو عَدَمُه
. . .
لكن ده الحلم باينـُّه نام!!
مع إنه حلم..
لكنه نام!
وماعادش يصحـَى!
مهما بتنغـز فيه.. بيغفـَى!
وماعادش ينفع فيه الكلام!
مابقتش تفرق.. الكلام ولا السكات!
باين.. والله أعلم..
الحلم مات!!
الحلم مات!!
الحلم مات!!
الحلم مات!!
(تغلق الستارة)
®لـِــعب عيــــــال
ما تيجوا ياعيال نعمل دايرة
ومنها يخرج "سامي" أو "نايرة"
نختار "عروسه" ماتكونش بايرة
ويقول "عروستي" ونقول له "حايرة"
عروستي.. لؤلؤة مدفونة
عروستي.. عاقلة ومجنونة
عروستي.. حامية ومسنونة
عروستي.. طيبة وحنونة
عروستي.. أرق من النسمة
عروستي.. ليها أجمل بسمة
عروستي.. راضية بالقسمة
عروستي.. كحل العين راسمة
يا محـَنـِّي ديل العصفورة
يا تغـَنـِّي .. ياتقول فزورة
عن بلدي أو عن سنيورة
دي عروستي ساحرة ومسحورة
عروستي.. بتلف.. تدور
عروستي.. يوم حاضنه زهور
عروستي.. يوم تاني تثور
عروستي.. أحزانها بحور
عروستي.. فيه ناس خطفوها
عروستي.. ثمرة وقطفوها
عروستي.. قمرة وخَبُـــوها
عروستي.. جَمرة وطفـُّـوها
يامحَـلـِّي ديل العصفورة
بفيونكه من ليل مضفورة
الأصل ده أحلى من الصورة
والقصر ده سكـِّته مسحورة
عروستي.. عن عيني ماتغيب
عروستي.. والدة.. وح تجيب
عروستي.. جـِدَّة.. وما تشـيب
عروستي.. ماسكة وماتسيب
عروستي.. أولادها سابوها
عروستي.. بالقرش سَبُوها
عروستي.. شتموا وسبـُّـوها
عروستي.. ف الطين دفنوها
يامدَلــِّي من ديل عصفورة
ماتخـَلــِّي الخوف يحني القورة
يااللــِّي أحلامَك مبتورة
ح تعــَّلــِّي فوق الشبورة
zh³hzأيام
يوم بيجري
بيرمَح.. بيفرَح
بيشـرح.. ويِسري
أو يجرح.. ويهري
وأهو يوم يمـُر
زى أى يوم مايمـُر
ويتسرسب
مابين صوابع تزُّر
قبضتها على الثواني
وع المعاني..
وع الأماني..
وع الأيام..
وتهرب الأيام..
وماتلقاهاش تاني
راجع أنا م القاهرة
أم العيون الساهرة
أم الولاد والبنات
والنوادر.. والشوادر..
والزحام.. والحكايات..
أيام.. ساعات
علينا تفوت
بتتولد مالهاش أسامي
مافيهاش معاني
وترحل عنـَّا كإن ف ثواني
وتموت..
وتِخلف ورا ديلها السكوت
ماهو فيه كده أيام..
زى ماتقول: بنت موت
وزى ماتيجي.. بتفوت
خطاويها ما تـِسمع
شمستها ما بتطلع
زهرتها من غير عِطر
أشواكها ما توجع
أيام كده.. خرسا
ومينا بلا مَرسا
تعدي ليها السفينة
وتهـَدِّي..
وماتقابلش كفوف حنـِينه..تسَلـِّم..
وتلقاها عيون حزينة..
بتتألـِّم..
ترجع تبَحـَّر تاني
لمينا جديدة
تكون فاتحة دراعاتها
عيون.. بالحضن واخدتها
وبالزغاريد.. تناديها
وبالأشواق.. تلاقيها
تقوم ترسى السفينة يومين
ويتمدوا اليومين شهرين
وتنفرش فوق شطها
فوق رملها
ضفيرتها..
شراعاتها.. وشبكتها
يتشـَمـِّسوا..
ويهمسوا..
وع الأيام الميتين.. يتمألسوا
والقعده تطول وتمد
لوِّش الصبح..
والراكية تقيد وتشد
والعيش والملح
والغـُنا والفرح
وأهو يوم بيمُر..
بس كأنه بطول العمر..
أيام مضت في القاهرة
يوم.. ويوم..
أيـام..
تخـَبـَّط ساعات
على بابيأفتح لها..
يدوب السكات
وارتاح لها..
وتـِصْحَى فىَّ الذكريات
ولعبــِنا الكورة
مابين الحارات
وسكـَّر نبات
ودومه وحرنكش
وغزْل البنات
وبنت الجيران
تعدي الميدان
يصفـَّر "رفاعي"
يناجي .. يلاغي
ف غـَزَل البنات
وأعقد أنا دراعي
ورا دماغي
وأتفرَّج..
على الأيام..
بتجري.. بترمـَح..
بتِشرِح.. بتِسري..
وتصحَى فى يوم من الأيام
وتلقـَى روحك فى حالة هيام
من السعادة.. الغامرة..
راجع أنا م القاهرة
بلد العيون الساهرة
عيون سهرانة بتغنـِّي
سنان لولي وشبعانه
وشعر أحمر ومتحنـِّي
وضحكة تفور ومليانه
وقلب أخضر ومستنـِّي
وجع في القلب.. آه يانا!!
راجع أنا م القاهرة
بلد العيون الساهرة
عيون م الدمع سهرانه
لبُكره.. بتـِدعِي وتمـَنـِّي
يومـِك.. بتـِقضي شقيانه
تبوسِي أقدام.. وتـِتدَنـِّي
وليلتك.. وحدة.. بردانه
وجوع البطن مستـِنـِّي
راجع أنا م القاهرة
بلد العيون الساهرة
بلد البيوت الفاخرة
بلد الأفواه الفاغرة
بلد الغواني الداعرة
بلد الأماني الماكرة
بلد القلوب الشاكرة
بلد البطون الشاغرة
يوم.. يومين.. أيام
أيام.. ماليها الحب
وليل.. يطرِّي القلب
صُحبه.. تحلـِّي الدرب
والقاني ماسك قلم
أرسم به ورده..
وتمر بـِي الأيام
ونظره شارده..
وبَسمه.. وملام
وألم..
وكلام..
عن يوم.. من الأيام
³ª³ª³
فيلم ممنوع
بشويش تضلـَمْ الأوضه
أول مشهد بيبان
لمظاهرة ف قلب ميدان
وشيوخ شايله القرآن
حاضنه رجال بعمم سوده
وعلى صدورهم صلبان
ويا "سعد" وراك.. وبعـُوده!
واحد يصْرُخ مسروع..
يهجم عسكر بدروع..
طلعوا من تحت الشاشة
صـَفـِّين.. عاملين كمـَّاشة
والناس مشاعرها لهيب!!
وهتاف لهلال وصليب
وندا باستقلال تام
من غيره "الموت زؤام"
ميـِّلت لودن "حسام"
أسأله عن معنى "زؤام"
رد بضحكة.. "لا أدرى"!
أحضن دراعاتى فوق صدرى
أسرح وأقول يا سلام!
يا سلام على أهل زمان!!
أحداث بتجيب أحداث..
راح "سعد" وجا "النحـًّاس"
والناس مليانة حماس
و"العقاد" و"طه حسين"
و"سلامة" و"إبن أمين"
بيصَحـُّوا عقول الناس!!
وف عز الناس ما بتسمع
الشاشة قـُدامى توَّلع
فى "هانو" و"شملا" و"غطاس"
وعيون م الحزن تدَمـَّع
و سرينة تِعوى..
وعويل يـِسرى..
واحد يصـْرخ "ما توسـَّع"..!
مزيكة حزينة تنساب
بنايات للنار تنساب
دخان ممزوج بضباب
وعيون تنظر بزهول
عسكر بيطوف بخيول
منظر ساعة ببندول
طـَلـَبة ثايرة.. بطرابيش
حلـَقِة ذكر ودراويش
حبة ظباط ف الجيش
يتلاقوا ف أوضه.. ف حارة
وعيون بتفـُط جسارة
وملِك.. وحريم.. ودعارة
عسكرى أجنبى سكران
صوت م الراديو لبيان
وتزغرد النسوان
والشعب ف كل مكان
ف السلـُّوم وف أسوان
فى المصنع والدكان
م الغيط جريوا وماستنـُّوا
ف الشارع خرجوا يهنـُّوا
وبيوم أخضر بيمَنـُّوا
ولهنا والفيلم لذيذ
والناس همَّ الأبطال
سوا قاوموا الإنجليز
سوا نالوا الإستقلال
الكل بدون تمييز
"جرجس" و "أحمد" و"جمال"
جنب "صفية" و"عزيز"
واقفين عاملين تمثال
نحـَتـُه بحــُب المثال
لجل يعَلــِّم أجيال..
وف وسط ميدان حَطـُّوه
رمز لمصر..
رمز لعصر..
تمثال لرجال شايلين أحمال
ستــَّات وعيال
ف عينيهم بَسمة
ف النظرة آمال
وتلِف الكاميرا على نور وظلال
بشويش تتسحـَّب وتسيب
التمثال يصغـَر..
ويغيب..
تِحْمَرّ الشاشة بلهيب
الشمس الغاطسة ف مَغيب
بعدين تِسْمَرّ
لمَّا عباية الليل بتمـُّر
واليوم بيموت..
ويحل سكوت..
وشوية شوية الشاشة تخضَرْ
وسواعد عازقة ف عز الحَرْ
مزيكة ناى
وصوانى تدور بكبابــِي الشاى
وصراخ نبوت يحضن نبوت
واللمَّة ف ضِـلـّة شجرة توت
وكفوف بتدقدق ع الطاره
وبنات تترقـَّـص بقداره
والغنوة نديـّة ونوّاره
والساقية تدور
أهي دوّاره
ترفع ف المـَيه.. والميـّه تعـَلـَِّى وتوَطـِّى
زي ما يجود به الفيضان
زي مادايمًا جاد به زمان
لو تعلَىَ بتسقِي الفدان
وبتروي جدور البستان
وامـَّا الأرض بخيرها بتحبــَل
أيام ومواسم تتبـَدّل
على كده أزمان مالهاش حَدْ
لكن الريـِّس لفلوسه عَدْ
مش ح يكفـُّوا ليبنوا المجدْ
والجيش والعـِدّه بتِنعَدْ
لازمًا حتمًا نبني السدْ
لازم نزرع طول العام
مش موضوع يتكلف كام!
مش موضوع الطين ينحاش!
مش موضوعنا ما تستغباش!
راح للعالم عاوزين "كاش"
البنك الدولي ما رضاش..
قال له أخونا ما تقرفوناش!
غوروا بفلوسكو ما عاوزينهاش!!
والمشهد شاهد يشهـَدْ
عن واحد عاوز يجمـَدْ
والعضلات عايزين دولارات
والدولارات عند اللوردات
واللوردات عاوزين ضمانات
والضمانات.. عند النجار!
والنجار عاوز منشار
والمنشار عند الحداد
والحداد يبني الزنازين
واللي ح يتلـَفـِّت لشمال
واللي ح يتمـَلـَّى ف يمين
واللى حيتسـَلـَّى بجدال
واللي ح يعمل روحه رزين
كلـُكو راح تصبحوا مساجين!!
صورة لأم.. وطفل حزين..
ماهي أرملة
والمسألة..
إن الولة جوزها المسكين
راح اليمن
يفدي الوطن
بس الزمن.. واهو مات ف كمين..
صورة لناس ماشيين بالهـِينا
فوق رملة بتِلسَعْ.. فوق سينا
صورة لناس شغالة ف مينـا
صورة.. وصورة من كل مدينة..
والناس مالهم؟ ليه ساكتين؟
ماشيين.. مش داريين على فين..
بسلاسل.. بحمول نائيين..
فى الخوف صاحيين..
بالخوف نايمين..
وبطول السكة إنداسوا ألوف
وبفعل الخوف.. سايرة الملايين..
من ويل الخوف..
إضلـَم الشوف..
ماشيين صامتين لكن خايفين
مات الإنسان..
ف الفم إتحجـَّر كل لسان
وف عز الويل..
وف عز الليل..
غاب السجان...
وف يوم.. راح واحد قال
يارجال!
لو سابنا جمال.. فالكل جمال..
الكـُل..
لكن طبعًا مش كـُل..
إزاى "البعض" يساوي "الكـُل"
فيه "كـُل" أكيد أحسن من "كـُل"
وايش جاب زهر الخشخاش.. للفل..
ومادام جت سيرة الخشخاش
أنا أصـْلي.. باصَلـِّي لكن حشاش!
أنا أصـْلي حصـَللـِي.. ودُقت الذل
سكنت ف حارة
ودُقت مرارة..
وعُقب سيجارة
كان يسوَى ف السجن ريال
بس احنا ياولادي ف حال
والله برضك غير الحال
فاكرين ياولاد "التمثال"
اللي زمان عمَله المثال
وف وسط ميدان كان ليكو مثال
عن وحدة أمة وعزم رجال؟
فاكرين؟
كان حلم زعيمكوـ واخويا ـ "جمال"
كان حلم.. ووَهم.. وطيف.. وخيال..
هاتوا أزميل هـِدُّوا التمثال..
يعني مش قصدي أعيب في "جمال"
بس انا أصلي..
أصلي وفصلي..
زي ما قـُلتـُه.. ماهو مش ممكن..
راجل مؤمن..
يرضـَى بتمثال.. حجرن صنمن..
هاتوا أزميل هـِدُّوا التمثال..
دي بلدنا يا سيدي.. بلد مسْـلم..
وده شئ مؤلم
لمـَّا كبير العيلة يتهان
من عيـِّل.. ف الجامعة..جبان
من حتة صحفي ف جرنان
دنا يوم مارُحت للأمريكان
الأقباط.. قال عملوا "بيان"
عن تعذيب.. عن تخريب.. لأ ده عيب!
أنا عارف كلها ملاعيب!
يللا قوام.. نادوا السجـَّان!!
صورة لحرب..
صورة لضرب..
صورة لقـُرب نهاية درب..
صورة لظابط
يصبح بيننا الناهي.. الرابط
صورة تعيسة.. وأيام كرب..
صورة لمصريين بيموتوا
لجل يروحوا يحاربوا الـ"صرب"..
والجوع يعصر دم عيالهم..
والعيا.. والجهل.. حاجة تحيـَّر!
صورة مش راضيه ليه تتغيـَّر؟
ليه لليوم حاكمِنـَّا العسكر؟
من خمسين سنة سودا أو أكتر؟
إمتى نشوف للفيلم نهاية؟
إمتى بقالنا سنين وكفاية!
إمتى ح يخلع اخويا عباية؟
واختي ح تتسرح ف مراية؟
وبضحكتهم.. وبعزِّتهم.. وبقوِّتهم..
نزرع وردة..
ونلملم إخواتنا الشاردة..
وقلوبنا.. وأرواحنا الباردة..
ترجع دافية..
وتعود الناس تاني تحب..
تانى تدب بقوة الخطوة..
"مينا" و"محمود"
"نادية" و"عطوة"
تاني نقِب.. لوش الدنيا
ونعيش بُكره ثانية بثانية..
إمتى نشوف للفيلم نهاية؟
إمتى العدل.. ح يصبح غاية؟
إمتى بقالنا سنين.. وكفاية!
¸v
طفل بــِكـِـى
إخرس.. إعمـِل زى ماقلت.. أنا قـُلت إخرس..
مش ح اسمَع منـَّك ولاصوت.. ولاحِـسْ..
ولاكلمه .. لا.. ولاحتى الهمسْ..
إسكت.. هـُـسْ..
بـَسْ..
...
طِفل دمـوعـه تسـيل فوق خـَدُّه
تصرخ من ظلم غريم مش قـَدُّه
فى نواح صامت تغسل وسَخ القهر
واللى ما باح صوته بشكواه
تـِشكـِى دموعه للنهر
لمـَّا ح تلقاه
ومسيرها ف الآخر تلقاه
وتشكِى له
وتحكِى له
عن كل عذابات الدهر..
...
عن كل دموع.. تتكلم بدل الصمت
عن كل قلوع.. ترحل وتسيب مينا
عن كل طلوع.. لو جوِّا.. قـُعادِى بشـَرط
عن كل حزين.. وحزينة..
ع اللِى يسوع.. والآخِر.. موتة لعينة..
عن طِفل.. بـِكـِى.. ودموعه انفرطت فـَرط..
لو يطلب كسوة ولقمة عيش
نرميه بحـَجـَر.. ونلفلف بَدَنـُه بخيش..
ولاف وسعه.. ولاف وسعـِى
إلا دموع عينه.. ودمعـِى..
سوا يتلاقوا فوق الأرض البور
دمع العين يتجمَّع.. يتفجـَّر.. ويثور
يغلـِى م الحزن.. م القهر.. ويفور
ويلملم كل دموع مخفيه ف جحور
يحفر جوَّا الأرض طريقـُه
عارف سـِكـِّته.. على فين رايح
ولفين يتلاقـَى بالبحر صديقه
نهر.. بين الصخر
وبين الطين سابح
نهر.. مخلوق بدموع القهر
...
نهر.. محفور بدموع القهر..
دمعه انفرطت من كام يوم
على دمعه انسكبت من شهر
على دمعه انخلقت.. يوم مانخلق الدهر
على دمعة طفل..
بـِكـِى..
لمـَّا الدنيا حَدفِته
وسابـِته
ليصارع وحده.. وسط دموع النهر..
...
§¨©¨§حنين
يا "نار" قيدى بنورك ف قلب الليل
واحرقِى قيدى
لجل مارجع وارتوى م النيل
واخرُقِى سور القصور
بعيون طائر جَسور
عدَّى البحور
وشالنى فوق جناحاته
وهفهفة ريشاته
لسه طريقها طويل
لسه زمان..
على مارجع وأرتوى م النيل
...
”“”“”دار الحضارة للنشر
7 شارع أبو السعود – الدقى 12311 – القاهرة
تليفون 7619439 – فاكس 7605898
رقم الإيداع بدار الكتب
لوحة الغلاف:
Relaxation: Blue woman sleeping amidst leaves and flowers.
by Vicky Emptage
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف
